- في أحد من الناس من تلقاه «يصاصر» النادلة على «هوم ميد» اعرف أنه ما وراءه خير، وأنه برصيص، وأن اللي معاه، ما بتم معاه يومين متتاليين، تلقاه كثير الرأي، ويعطي نصائح مجانية، ويقترح أماكن رخيصة يبالغ في جودة أكلها، وهدوء موقعها، وهو كله يحامي عن الذي في مخباه، حتى أنه يشعرك أنه يستخسر فيها «ريوق» الفندق المجاني، مثل هذا لو الواحد عنده خمس بنات «بايرات»، يحلف بالله ما يشوف عقص واحدة منهن!
- أنا مع جماعة «ما شاء الله.. تبارك الرحمن» على كل شيء يسوّقونه من العسل الجبلي المغشوش إلى «تواير» السيارة التي قاربت نهاية صلاحيتها، إلى «خلقان» الحرَيّم المهضّلة من أسواق بمبي، مثل الجني والعطبة، من أسمعهم يقولون تلك الجملة أتيقن أنهم يكذبون على طريقة «لحم حلال» في أوروبا والدول الإسكندنافية!
- حاولت أن أتصالح مع حذاء «الباسكت» الرياضي الأبيض أبو خيوط مع الكندورة والوزار، ما قدرت، أحس أنه يشبه طفلاً مقمطاً قدامي، لا بد وأن تشفق عليه كلما رأيته أو تلقاه يتضارب مع طرف الوزار، «قصوره يخرطف لك، وتيي على ويهك»، وبعدين وبصراحة يشعرني أني متقاعد منذ سنين!
- الله لا يجعلني أشتغل في مطعم أكبر من مصلى العيد في سفينة كبير مبحرة، وملزم أن تحضّر الفطور لتلك الأفواج الغفيرة، والأفواه التي تسنّ أسنانها، فيهم، «اللي ينش مغيض، واللي ينش عطشان، واللي عنده حموضة من الأمس، واللي خاطره معكر من حرمته» وسط قرقعة الصحون والملاعق، وبعد كل تلك الحفلة الالتهامية، عليك أن تجمع الصحون وتغسلها وتعيدها لترتيبها الأوليّ.. اوووف عن بُعد!
- لا أدري لِمَ تتراءى لي الأشجار في الشتاء، وهي محروقة من البرد، وكأنها تشبه عجوزاً معضلاً، غير مشدود الجلد، لكنه مقاوم؟
- العالم في أوروبا في ليلة فرحهم، لا يعرفون إلا أنفسهم، ويعيشون لحظة ذاك الزهو والسعادة، حينما تتصالح مع نفسك تصبح الأمور أسهل من شربة ماء بارد، وحدهم أصحاب الحواجب المنعقدة يخلقون تعبهم وكدرهم، ومرارة حلوقهم، لتحيا الحياة لمن يعرفها، ويعيشها كما يشتهي! خذ الله تلك الوجوه التي تحسد جارها على الهواء الذي يهب من نافذته المفتوحة للشمس!