بالأمس ودّعنا عاماً مليئاً بالإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي رسخت بصمتنا الحضارية في تاريخ الإنسانية.
ودّعنا عاماً شهدت خلاله مسيرة العمل الوطني في بلادنا الكثير من النجاحات التي عززت مكانة الإمارات واحدة من أكثر الدول تطوراً، فيما أثبت الإنسان الإماراتي أنه على قدر الثقة، خاصة مع الأرقام القياسية التي حققها ملف التوطين.
نجحنا في ترسيخ سمات الشخصية الإماراتية محلياً وعالمياً، بينما كان التعليم رهاننا للتقدم، فيما ظلت الاستدامة باقية في ثقافتنا وممارساتنا والجوانب المختلفة للحياة في وطننا.
قبل 2024، تفوقت بلادنا في نحو 100 مؤشر تنموي إقليمياً، وتصدرت في 50 مؤشراً عالمياً، بينما هي اليوم الأولى عالمياً في 223 مؤشراً دولياً تنموياً، وضمن المراكز الخمسة الأولى في 444 مؤشراً بأهم التقارير الدولية.
خارجياً، كان لنا الدور الريادي في جهود نشر السلام، وترسيخ الاستقرار حول العالم، وتعزيز العلاقات الدولية، والدفع بالحلولِ السلمية، في وقت عزَّز فيه جواز السفر الإماراتي صدارته منفرداً في المركز الأول عالمياً، ليمكن حامله من دخول نحو 180 دولة.
كل ذلك وغيره، لم يكن من قبيل المصادفة، بل هو نتاج سياسات استشرافية طبقتها حكومة دولة الإمارات؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، وثبت- بما لا يدع مكاناً للشك- مدى قوتها في دعم مكانة الدولة الاقتصادية عالمياً، وترسيخ دعائم نموذجها الاقتصادي القائم على المعرفة والابتكار والمساهمة بشكل فعال في تعزيز تنافسيته بشكل مستدام.
فقلد نجحت قيادتنا الرشيدة في توظيف إمكانات وقدرات البلاد في بلورة رؤية اقتصادية شاملة تخدم التنمية، بينما كانت عينها دائماً على المركز الأول، بعد أن وفرت المناخ الملائم للفعل الإيجابي، وجعلت من المعرفة والابتكار والإنجاز عنواناً للشخصية الوطنية، وهيأت البنية التحتية الملائمة التي تمكن كل قطاع من القيام بدوره على أكمل وجه، فكانت النتيجة اقتصاداً هو الأكثر استقراراً، وجاذبية استثمارية في عيون كل محبي الأمن والاستقرار وصناعة الأمل وتنمية الطاقات البشرية.
واليوم، ومع مطلع العام الجديد، تتعمّق رؤيتنا لتتجاوز الحاضر، وتواصل استدعاء المستقبل، نحو المزيد من المكتسبات، فيما يجدد أبناء الإمارات عهدهم ووعدهم بأن يظلوا أوفياء لقيم المؤسسين، ويعملوا على ترسيخ مكانة بلادهم نموذجاً عالمياً للانفتاح الحضاري والإخاء الإنساني.
مع بداية 2025، يملؤنا طموح آخر لرسم ملامح حقبة جديدة من التقدم، بروح إماراتية خالصة، لتبقى بلادنا شامخة أبداً وفي كل الأعوام، بتكاتف أبنائها وعزيمة رجالها وعطاء قيادتها.
ولعلّ البشائر قد جاءت مبكراً، حيث أكد تقرير اقتصادي قبل أيام أن المرونة ستكون العنوان الرئيسي للتوقعات الاقتصادية للإمارات في عام 2025، بعد أن تمكنت من الحفاظ على استقرارها الاقتصادي والمالي رغم الاضطرابات الإقليمية المستمرة، محدداً عدداً من العوامل الرئيسية التي تدفع هذه المرونة، ومنها: النمو القياسي في الاستثمار الأجنبي المباشر، والإنفاق الاستهلاكي القوي، وجهود التنويع الاقتصادي الناجحة، متوقعاً أن تحافظ الإمارات على نمو قوي في عام 2025، مع توقعات للناتج المحلي الإجمالي تتراوح بين: 5.1% من قبل صندوق النقد الدولي، و4.5% من قبل المصرف المركزي الإماراتي، و4.1% من قبل البنك الدولي.
بقي أن نشير إلى أن التلاحم الكبير بين شعب الإمارات وقيادته يظلّ كلمة السر في تسارع الإيقاع الحضاري في بلادنا، طموحاً وأملاً وبناءً وإنجازاً.
كل عام وبلادنا بخير، قيادتنا، شعبنا بخير.