خرجنا من «خليجي 26» بدروس تفيدنا في مشوارنا القادم لمواصلة مسيرة التأهل لكاس العالم 2026 التي سنخوض المباريات المتبقية منها في شهري مارس ويونيو المقبلين مع منتخبات إيران، وكوريا الشمالية وأوزبكستان، وقيرغيزستان، لعلها تكون دروساً استفدنا منها من مختلف النواحي، كالإعداد والتشكيلة، والاستفادة من كل السلبيات السابقة، والأهم أن يكون الجهاز الفني استوعب دروسها جيداً من دون مكابرة، فمصلحتنا يجب أن تتعدى تعنت الجهاز الفني،والاستماع إلى آراء الجهاز الإداري، وما طرحت في وسائل الإعلام.
وبصفة عامة، ليس كل ما طرح في وسائل الإعلام تدخلاً في عمل الجهاز الفني، فهناك آراء منطقية تصب في المصلحة العامة، وعلينا الأخذ بما يفيدنا في المرحلة القادمة لتلافي كل السلبيات التي كانت سبباً في خروجنا من دور التصفيات.
لقد حذرنا قبل انطلاقة بطولة الخليج في نسختها الـ 26 ألَّا نعوّل على نتائجنا في المرحلة السابقة من التصفيات واللقاءات الودية التي سبقتها، فلكل مباراة ظروفها، ولكل بطولة محفزاتها لدى اللاعبين قبل الجهاز الفني، لذلك لا بد من الاتعاظ منها، وتلافيها في المرحلة المقبلة.
لسنا من المطالبين بتغيير الجهاز الفني، ولكننا نطالبه بقراءة الواقع مجدداً، بعد مخرجات «خليجي 26»، واعتبرناها إعداداً مثالياً للمرحلة القادمة من تصفيات كأس العالم، وأن الآمال معقودة للتأهل الذي تأخر لأكثر من ثلاثة عقود، وفي كل مرة نعيد الأعذار نفسها، وكأننا نشارك في التصفيات لأول مرة دونما النظر لمخرجات المرحلة السابقة، فكرة القدم مسيرة متكاملة يجب ألا نغفل عنها، ومسيرة المنتخبات في تصفيات كأس العالم متصلة، والاستفادة من دروسها يجب أن تكون حاضرة مع كل مشاركة، بغض النظر عن المنتخبات التي نلتقيها، وعدم التغافل عن تطور منتخبات القارة، فمن كان بالأمس في بداياته يقارعنا اليوم ويتفوق بعضها، خاصة بعد أن قرر الفيفا زيادة عدد المنتخبات إلى 48 منتخباً، وزيادة حصة كل قارة عما كانت عليها لأسباب مادية في المقام الأول، وزيادة المنافسة وتفاعل كل القارات لمتابعة البطولة التي تستحوذ أنظار العالم وكبريات الشركات الراعية.
فلتكن دروس «خليجي 26» حاضرة، وتجاوز سلبيات الإعداد دافعة لتحقيق حلمنا المنتظر، وثقتنا في لاعبينا كبيرة وفي اتحاد الكرة مستمرة لتجاوز سلبياتها، وتحقيق أمنياتنا.