«هكذا نبدأ»، تحت هذا الشعار الراقي الجميل، نلتقي مجدداً مع دورة جديدة من دورات معرض الشارقة الدولي للكتاب، عرس الشارقة الثقافي الكبير الذي يتجدد سنوياً منذ 43 عاماً، والذي افتتحه سلطان الثقافة والقلوب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ويتواصل حتى السابع عشر من نوفمبر الجاري في مركز إكسبو الشارقة.
شعار «هكذا نبدأ» يلخص أهمية القراءة واستراتيجية الإمارة الباسمة في الثقافة ونشر المعرفة، وتطور المشروعات الثقافية والعملية فيها لتكون علامة فارقة بين المدن الثقافية العالمية. كما يُبرز أهمية الكتاب وأهدافه في التقريب بين ثقافات الشعوب، وفتح قنوات التحاور، وتشكيل الأفكار، وتحريكها، وصياغة المستقبل.
وحرص سلطان الثقافة في كلمته الافتتاحية لأحد أقدم وأكبر معارض الكتب في منطقتنا على التعبير عن «سعادته بهذه المناسبة الكبيرة التي تحتفي بالكتاب على أعلى المستويات، وبأرقى ما يمكن ترجمته وإنتاجه من فعاليات متنوعة، وإنتاج نوعي غير مسبوق تمثل في المعجم التاريخي للغة العربية، تعزيزاً لحب الكتاب وارتباط الإمارة الباسمة به، والحرص على تحقيق أهدافه».
وقال سموه: «نجتمع في مناسبة كريمة على قلوبنا جميعاً، وفيها فرحتان. الفرحة الأولى هي معرض الشارقة الدولي للكتاب، فالكتاب هو سر نجاح الأمم وسر نهضتها وتطورها. ونحن في الشارقة نعز الكتاب ونجله ونقدر أهله، ونعلم أنه صانع الأجيال والأمم، ونعلم أنه خير صاحب وخير رفيق». مضيفاً سموه: «أما فرحتنا الثانية فهي اكتمال إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، هذا الإنجاز العلمي الكبير الذي حققه الله تعالى على أيدي فريق كبير من علماء الأمة يفوق عددهم 700 بين كاتب ومحرر وخبير مراجع وإداري وعاملين في الإخراج والطباعة. أقول لجميع الذين شاركوا في إنجاز هذا المشروع الثقافي الكبير: شكراً لكم».
وقال سموه: «عازمون اليوم أكثر من أي وقت مضى على مواصلة مسيرة العلم ونشر الثقافة العربية، والتمكين للسان العربي في مشارق الأرض ومغاربها». مختتماً كلمته السامية مخاطباً الأجيال: «أقول لأبنائي: المستقبل حافل بالمشاريع العلمية الكبرى، وإني تواق بأن مستقبل العربية واعد ومبارك وميمون بإذن الله، والعربية باقية ما بقيت الحياة، ومحفوظة بحفظ القرآن الكريم».
إن ما تحقق لمعرض الشارقة الدولي للكتاب من مكانة رفيعة، وما أصابه من نجاح كبير وتفرد في عالم الثقافة وصناعة الفكر والنشر، ما هو إلا ثمرة الاهتمام الكبير والمتابعة المتواصلة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، باعتباره في صلب مشروعه الثقافي الرائد والمتفرد لبناء المجتمعات ومن فيها، ورعاية سموه للعلم والعلماء. هنيئاً لنا جميعاً هذا النجاح والتألق للمعرض والقائمين عليه، وشكراً للوالد سلطان بن محمد القاسمي.