الأسرة صندوق حياتنا، نحن الذين نضع فيه أسرار علاقتنا بالحياة، نحن الذين نخبئ فيه أحلامنا، ونضم قلائد جمال طموحاتنا، الأسرة هي النبتة التي تخرج منها الأشجار الوارفة، وهي التي تصبح في الزمان ثمرات السعادة.
في البدء كانت الأسرة توسع حدقاتها أفقياً، وتمد أشرعتها في المحيط متشابكة، في علاقة ود، وسد، متضامنة كأنها العناقيد تشد بعضها بعضاً، وكانت الأسرة الشمعة التي يخرج منها عسل النمو والازدهار، وكانت الشعلة التي تضيء دروب القادمين من متوالية الزمن، تمنحهم الضوء، وتمنحهم بوصلة التوجه إلى المستقبل.
الأسرة ليست مجرد أفراد يجتمعون على مائدة الغداء، بل هي خلية إنسانية تبني عشها الآمن من سعفات الحب، والتضامن، والانتماء إلى الوطن الكبير.
ومن خلال الأسرة تكبر الهوية، وتنضج، وترتفع راية سامقة، باسقة، وتسير السفينة في اللجج محفوظة بقيم، وشيم، والناس أجمعون على ظهر السفينة إخوة تجمعهم أواصر الأحلام الزاهية، يتقاسمون الهم الوطني، والرغيف الاجتماعي من دون غبن، ولا شجن، لأنهم مؤمنون بأن الوطن بيتهم وعلى كل فرد تقع مسؤولية الحفاظ على البيت، وحمايته من مغبات الدهر، وعواتي الزمن.
كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، جاءت في الصميم، ولامست المشاعر، وشقت طريقاً سهلة للوصول إلى المعنى لأنها جاءت من وحي علاقة ملحمية بين الذات والآخر، وحققت وثبة في ضمير الذين يتشوقون لمثل هذه الكلمات لأنها ترسم خريطة لمستقبل الوطن، وتشكل حزمة من معطيات كم نحن بحاجة إليها في زمن ربما توارت خلف ستارته أشياء كثيرة، وتلاشت مفاهيم، ولكن بهذه الكلمات نجد أنفسنا اليوم وفي هذا الوطن المعطاء ننتصر للحقيقة، ونحقق خيارنا الاجتماعي، بوعي من قيادة تسهر على أحلامنا، وتحقق طموحاتنا، وتصنع الأهداف، واضحة، جلية، بحيث لا يوجد في قاموس الأبجدية ما يعرقل فهمنا لواجبات كل مواطن، وكل مؤسسة، لتحقيق هذه الأهداف السامية، وهي التي تصب في صلب أمنياتنا، وتنجز جل مشاريع الوطن، في النهوض، والتطور، والسير قدماً نحو غايات الانتماء إلى عالم بلا خلجات اجتماعية، ولا خفقات، ولا هزات ولا رجات.. انتماء يعبر عن مدى تماسك أسرتنا، وتعاضدها، وتعاونها، وإيمانها بأن الحياة شجرة نحن الذين نضع الثمرات على أغصانها.
كلمات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، تؤكد مدى الترابط والتلاحم بين القيادة والشعب، وهذا هو سر قوة الأسرة في الإمارات، هذا أساس متانة وشائجها، هذه نقطة الالتقاء بين الإنسان الإماراتي وأحلامه.
في القمة الحكومية كانت القضايا التي تمت مناقشتها لم تخرج عن هموم الإنسان، وأهداف القيادة.