تأكيداً على الالتزام الثابت لدولة الإمارات العربية المتحدة بإغاثة سكان قطاع غزة، والذي تجلى منذ بدء الحرب في أكتوبر 2024، أطلقت مبادرة «الفارس الشهم 3» حملة لدعم التعليم بالقطاع، تضمنت توفير المتطلبات التعليمية للأطفال؛ بهدف توفير السبل لهم لمواصلة تعليمهم في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعانيها القطاع. وتشمل الحملة حقائب مدرسية مجهزة باللوازم الأساسية مثل الدفاتر، والأقلام، والأدوات المكتبية، على أن يتم إرسال هذه المستلزمات التعليمية على دفعات لدعم العملية التعليمية وتحفيز الطلاب على الاستمرار في الدراسة.
ويشارك في الحملة كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد الخيرية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وجمعية الشارقة الخيرية، للتخفيف من الأعباء المعيشية على الأسر الفلسطينية، في قطاع غزة، وتعزيز فرص التعليم للأطفال الذين يمثلون الأمل في بناء مستقبل أفضل.
والجدير بالذكر أن مبادرة «الفارس الشهم 3»، التي تجسد أحد معالم العطاء الإنساني المتواصل لدولة الإمارات، جاءت لإغاثة الشعب الفلسطيني، كمبادرة إنسانية شاملة، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بهدف تخفيف معاناة سكان غزة، وتقديم الدعم اللازم لهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع.
ويستند هذا العطاء الإنساني المتجذر في المنظومة القيمية لمجتمع دولة الإمارات إلى ثوابت وضعها ورسخها نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي سجل إرثه مواقف ثابتة وخالدة في دعم قضايا الشعب الفلسطيني وتثبيت صموده على أرضه.
ويمثل الدعم الإماراتي للعملية التعليمية في قطاع غزة دعامة مكملة للجهود الإماراتية في هذا الشأن والتي برزت في فتح الدولة أبواب جامعاتها لنحو 33 من طلبة القطاع للدراسة فيها على نفقة الدولة.
وقد سجلت مبادرة «الفارس الشهم 3»، منذ إطلاقها إنجازات مكملة للحراك السياسي والدبلوماسي الذي تقوده الإمارات إقليمياً ودولياً لدعم سكان قطاع غزة، حيث نجحت في توفير 242974 طرداً غذائياً، و1412311 كسوة شتوية، و1500علاج في الإمارات، و13882 خيمة إيواء، و44194 طرداً صحياً، كما قدمت مساعدات تربوية وصحية استفاد منها 1857 طالباً في المرحلتين الابتدائية والإعدادية عبر مراكز تعليمية.
والجدير بالذكر أن متطوعي مبادرة «الفارس الشهم 3» قد نفذوا الكثير من الأنشطة لتعزيز التعليم في على غزة، في إطار مواصلة دعم قطاع التعليم والطلاب الفلسطينيين في القطاع بعد توقف المدارس وتغيب الطلاب عن مقاعدهم الدراسية نتيجة الأوضاع الصعبة ونزوحهم عن أماكن سكنهم، ومن هذه الأنشطة مبادرة لدعم ومساندة الطلبة في خيمة تعليمية بأحد مراكز الإيواء في دير البلح، من خلال توفير قرطاسية وأدوات مدرسية لضمان مواصلة العملية التعليمية، كما شملت هذه الأنشطة توفير خيام تعليمية أنشئت لضمان استمرار تعليم الطلبة، وبما يؤكد حرص الإمارات على عدم حرمان أطفال غزة من التعليم وحقوقهم الأساسية.
وفي يونيو 2024، أبرمت وزارة التربية والتعليم و«ألف للتعليم»، شراكةً لتوفير الاحتياجات التعليمية لما يزيد عن 1000 من الطلبة ضيوف الدولة من قطاع غزة أثناء رحلة تلقيهم العلاج والرعاية الطبية، وذلك في مدينة الإمارات الإنسانية بأبوظبي، وجاءت هذه الخطوة عقب إصدار الوزارة قراراً يقضي بإنشاء مركز تعليمي في مدينة الإمارات الإنسانية بأبوظبي، لتوفير الخدمات التعليمية لطلبة ضيوف غزة، وقد تم توفير بيئة تعليمية لـ 408 طلاب فلسطينيين، ممن قدموا من قطاع غزة إلى الإمارات مع مرافقيهم، ضمن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لعلاج 1000 طفل في مستشفيات الدولة، واستضافة 1000 من مرضى السرطان للعلاج في الدولة.
ويبقى القول إن ما تم ذكره من الدعم الإماراتي للأشقاء في غزة غيض من فيض، وهو يعكس الالتزام الأخلاقي والسياسي بالدور الإغاثي والإنساني الذي تقوم به الدولة عربياً وإقليمياً ودولياً، ومساندة الشعب الفلسطيني في تحقيق طموحاته المشروعة.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية