صندوق الوطن، الحافظة الأمينة، واليد البيضاء، تمتد أصولاً، وفصولاً، من أجل مستقبل زاهر ينتظر أولئك الفلذات، والذين قطعوا نصف الشوط، وبقيت أمامهم أشواط تنتظر البداية الطموح، والإرادة الصلبة، والعزيمة القوية، وهذا هو صندوق الوطن يفتح نافذة جديدة لأبناء الوطن الذين توقف بهم القطار عند الثانوية العامة منذ خمس سنوات وأكثر، ليقول لهم، لا تتوقفوا بل تقدموا، وفي التقدم يحدث الكمال، وصندوق الوطن هو الراعي، وهو الحامي، وهو الداعم، والمعزز لقدرات الشباب الذين ينتظرون عربة الوظيفة كي تقلهم إلى مستقبل في وردة الضياء ترفرف، بازدهار، وإبهار، وفيه الطريق مفتوحة على المدى، ففي الإمارات لا وجود للعوز، ولا مكان لدمعة الانتظار، فالعيون تتابع، والعقول تبدع في فتح أبواب الفرص، والقلوب بيوت للدفء، والحب، والتضامن، والتلاحم، ولا مكان هنا في الإمارات لشيء اسمه الفراغ، ولا مجال للإحباط، ومسعى صندوق الوطن في تأهيل الشباب وإعدادهم لوظائف مناسبة في القطاع الخاص، دليل على أن في الإمارات، العقل الحكومي مفتاح الفرص، وهو الروح والريحان في صناعة واقع الاندماج بين جميع فئات المجتمع ليصبح الجميع في منأى عن كأداء البطالة، ويصير الجميع شريكاً أساسياً في البناء وفي تشييد معاقل النمو والازدهار في وطن الخير، وطن العطاء.
مبادرة صندوق الوطن برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، تأتي ضمن مبادرات عدة، في تقديم الخير للوطن والمواطن، وهي سنة إماراتية، بدأت في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واليوم نجني ثمارها، حيث رجالات الحكومة وقيادتها الرشيدة تسير على المنوال نفسه، وتحيي ذكرى فقيد الوطن بمزيد من العطاء، ومزيد من المشاريع التنموية، ومزيد من الإبهار، والمهارات في العطاء، والمبادرات ذات الشأن الوطني الذي يثلج الصدور، ويحقق أماني شريحة واسعة من أبناء الوطن، وهذه المبادرة الأخيرة، سوف تفتح بيوت العز والشرف، وسوف تهيئ الشباب ليشقوا طريقهم إلى تكوين أسر، وبناء عائلات، وتحقيق أمنيات هي في الأساس المبدأ الثابت لدى قيادتنا في تأمين مستقبل زاهر لكل أبناء الوطن، والطلاب الذين أكملوا المرحلة الثانوية ولم يحالفهم الحظ في ولوج أروقة التعليم العالي، اليوم سوف يجدون الفرصة، سواء من حيث الدخل المالي أو إكمال الدراسة الجامعية؛ لأن من يجد راحته المادية ويؤمن معيشته، يستطيع أن يكمل الطموح، وأن يسدد فاتورة التأخر بنجاح، ويحقق أغلى أمنية لدى كل شاب، ألا وهي الدراسة الجامعية.
صندوق الوطن اليوم يقف حارساً، يحفظ الود بين الإنسان والأرض التي يعيش على ترابها، ويفتح أشرعة السفر بأمان أمام كل مجتهد، والآمال في الإمارات لا يتوقف نبعها، والأمنيات تتمتع بجداول لا ينضب لها معين، والطموحات تذهب بالمجتهدين وكأنها الجياد الجامحة، والتطلعات نخيل صحراوية عناقيدها من سواعد مؤمنة بالعمل غاية وهدف.