في الأحوال الحالكة والصعبة يسطع نور الإمارات ومواقفها في الوقوف والتضامن مع الأشقاء والأصدقاء. وما يميز إمارات الخير والمحبة عدم الالتفات للقيل والقال، وإنما العمل بصمت وإيثار للخير، ويظل ما سجلته من مواقف في رصيدها الوطني والتاريخي شاهداً على ذلك.
وخلال المحنة الأليمة التي مرت بأهلنا في قطاع غزة، كانت الإمارات العون والسند لهم بالمواقف والأفعال التي شملت تقديم العون والمساعدة، واستضافة المرضى والجرحى، وغيرها من صور الدعم والمساندة، جنباً إلى جنب مع الدعم الكامل لقضيتهم العادلة في المحافل الدولية.
وفي إطار التوجيهات السديدة لقائد المسيرة المباركة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، نفذت الإمارات مؤخراً المرحلة الأكبر من عملية «الفارس الشهم 3»، لتقديم المساعدات الإغاثية لسكان قطاع غزة، بالتزامن مع إعلان هدنة إنسانية هناك، الأمر الذي يوفر فرصة لتعزيز الجهود الإغاثية وتخفيف معاناة المتضررين.
خلال العملية، سيرت الإمارات قافلة إغاثية تتكون من 20 شاحنة، محملة بأكثر من 200 طن من المساعدات الإنسانية الضرورية التي تشمل المواد الغذائية، وكسوة الشتاء، والاحتياجات الأساسية الأخرى. وذلك بهدف توفير الدعم الفوري للأسر المتضررة نتيجة الظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهها القطاع.
وأكدت البعثة الإغاثية الإماراتية، على لسان رئيسها حمد النيادي، أن عملية «الفارس الشهم 3» تمثل التزاماً مستمراً بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وأن هذه المرحلة هي الأكبر من نوعها ضمن سلسلة الجهود الإنسانية التي قُدِّمَت منذ انطلاق العملية.
ومع هذه العملية، يصل عدد قوافل المساعدات التي دخلت إلى القطاع ضمن عملية «الفارس الشهم 3» إلى 156 قافلة، وبلغت المساعدات الإماراتية الإنسانية المقدمة للشعب الفلسطيني الشقيق ضمن العملية نفسها، عن طريق البر، حوالي 29.784 طنًا، ساهمت بشكل كبير في التخفيف من صعوبة الأوضاع التي يعانيها سكان القطاع، ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.
وقدمت الإمارات خلال عملية «الفارس الشهم 3» العديد من المساعدات الإنسانية، حيث تم إنشاء مستشفى ميداني في غزة، ومستشفى عائم في مدينة العريش بمصر لعلاج الحالات الطارئة، وإجراء العمليات، بالإضافة لمبادرة نقل الحالات الحرجة لاستكمال علاجها في مستشفيات الدولة، بالإضافة إلى مبادرات مشاريع المياه، وأبرزها إنشاء محطات تحلية في رفح المصرية بقدرة إنتاجية بلغت مليوني جالون يومياً، بالإضافة لمبادرة «طيور الخير»، التي قامت بإسقاط جوي للمساعدات الإنسانية وغيرها من المبادرات الأخرى.
إنها إمارات المواقف المبدئية التي لا تلتفت لأقوال المرجفين والمزايدين، وإنما تمضي قدماً في نهجها لعون وإغاثة الشقيق والصديق.