- الرئيس الأميركي المنتخب رقم 47 والذي عاد إلى سدة الرئاسة الأميركية «دونالد ترامب» نازل حامي، ومُشَعّل كل الفتيل، وعلى كافة الأصعدة، داخلياً ما في إلا ذكر وأنثى في أميركا، مواليد أميركا ليسوا مواطنين، رفع السرية عن كل الملفات الغامضة والتي بقيت لعقود، ومنها مقتل الأخوين كنيدي، الإفراج عن مقتحمي مبنى الكابيتول، وترحيل اللاجئين لأميركا باعتبارهم مجرمين، وتقريب المليارديرات لصفه وإدارته! خارجياً إعادة هيبة أميركا، وتثبيتها القوة العظمى، وبعدها التفاصيل، تهديدات اقتصادية ومالية عالمية، ومحاولة التزاوج بينهما وبين التكنولوجيا الحديثة، السياسة الخارجية لا صديق مطلق، ولا عدو مطلق، وميزان القوى في يد تمثال الحرية في نيويورك، وربما قال وداعاً لأوروبا في فترة رئاسته! «ترامب» كعادته يخبط، وبعدين يسأل من هو؟ مثلما أرسل تلك التغريدة، وتلك الخريطة الجيو بوليتيك لكندا، والتلويح بشراء جزيرة غرينلاند من الدانمارك رغم معارضتها الشديدة، تحويل خليج المكسيك لخليج الولايات المتحدة!
- لبنان يخرج من فراغ ليدخل في فراغ آخر، تخلص من الفراغ الرئاسي، ودخل في مشاورات الفراغ الوزاري، وبعدها سيدخل في مساجلات المحاصصة من جديد في تولي مفاصل الدولة في المؤسسات المهمة، بعيداً عن حلول جذرية لمشكلة الكهرباء والغاز والبنزين والخبز وأموال المودعين والليرة اللبنانية المهلهلة، وكل محركات الحياة في لبنان ليعود لعافيته، تغييب دور الشرطة -كالعادة - في حياة لبنان، وتمكين الجيش من فرض سيطرته الأمنية والقانونية، وسد كل الثغرات التي تفحّ منها الطائفية والمليشيوية والتحزبات العائلية السياسية، والزعامات التقليدية البالية!
- لا نريد لسوريا غير الاستقرار، وإعادة هيكلة المؤسسات السياسية والاقتصادية، وإعادة إعمار المرافق الحيوية، ودفن الفساد والتهريب والمتاجرة بالممنوعات للأبد، وبناء دولة خرجت من رمادها، نريد لسوريا التصالح مع أبنائها المواطنين الذين هجرتهم الحروب والإقصاءات السياسية والتجريم المجاني، وإعلاء الصوت الواحد، والحزب الواحد، والزعيم الواحد، والشمولية في كل شيء، غير متناسين أن كل أفراد الفصائل والعشائر والتكتلات مسلحون، وهنا مكمن الخطر، ومفزع فرحة عودة الوطن من غربته وتغربه، سوريا، لكي تنهض كدولة، عليها التخلص من نمط الدولة الثيوقراطية التي نرى الآن في الشوارع الدعوات لها، والتبشير بها، حينها وكأننا لم نفعل شيئاً، ولم نفرح يوماً، فقط غيّرنا حكم دولة ثيوقراطية تحكم من الخلف، وتتدخل من الخلف مستغلة الضعف وظروف البلد، مستغلة خيراته، لدولة ثيوقراطية جديدة تحكم من الداخل، ومختلفة فقط في توجهها، وهنا ضياع المواطن والحق المدني والحرية!