تحت الغيمة.. فوق الأرض، طائر بسبعة أجنحة، عيناه في السماء، وروحه في المدى، وأحلامه تخيط معطف النهوض، والنشيد أممي، والهوى ترتله أغنيات عشاق ساموا النفس من أجل وطن، بنى من الحب منازل الألفة، ومن مشاعر العفوية، خيمة سقفها الأفق. تحت الغيمة.. فوق الأرض الطائر العملاق يقف على مشارف السنة الخامسة والعشرين بعد الألفين، هنا تبدو السماء شرشفاً، والنجوم النواصع زرابي منثورة، والعالمي تخطى كل أبعاد الأنا، ليندمج في بحبوحة الزمن الجميل، زمن الإمارات، وهي تدوزن أوتار التألق، وترتب أبيات القصيدة الوطنية، بمهارة الأفذاذ، وبراعة الجهابذة، ورونق الجمال الصحراوي، وهو ينسق مشاعر الناس، عبر نسائم لونتها الغيمة، بألوان الفضة ومنحتها بلل الرضاب المنعم بنشوة الفرح الإماراتي الأصيل.
هنا في هذا المشهد، في هذه الصورة، المرايا ناصعات والوجوه مشرقة، والأرض تنبت زهرات البهجة، والصحراء تضفر جدائل الغاف، وأنا بين نخلة وفاصلة، أمشي منتعلاً زمني، أمشي وفي القلب شجن والأعطاف مبتهلة لشيء ما في الصدر، شيء ما يسكنني، كما أسكن أنا سفرة أحلامي، وأيامي، وهذه الأشياء من حولي تفاصيل فكرة أزلية، بأن الإمارات الوجود دائرة، قطرها الحب، والوتر قصيدة رواية عن علاقة الإنسان بالأرض، وعن سبر الغافة وما طرأ على النخلة من تحولات، حتى بدت اليوم هي السر، وهي السبر، وهي السيرورة في عمر الوطن، وفي وجدان الإنسان.
تحت الغيمة، فوق الأرض، سرت في السمع، وفي البصر، قصة وطن لم يعرف يوماً المستحيل، ولم يستثن السهولة في الصعاب، ولم تتوقف عجلة السير في العالم، ترى في وطني الأرض بأكملها تدور، وتحرض المشاعر، كي تستمر في الدوران، لا يتوقف الزمن، ولا تتوقف عجلته عن الذهاب إلى المستقبل، بخفة الفراشة، ورشاقة الغزلان، وحلم الطير، وأناقة العناقيد وهي تنظم جدائلها بحرفية العقل الرباني المبهر.
تحت الغيمة.. فوق الأرض، تسير القافلة، محملة بأثاث الغد، ومكتنزة بثروة العقل البشري، تفيض بأحلام، لا حدود لها سوى حدود الإمارات الشاسعة فرحاً، وتفاؤلاً. تمضي القافلة، تمضي حيث مورد السلسبيل، هناك حيث تستقر مضارب العشاق، هناك حيث تكمن الحقيقة، هناك حيث تستمر العيون تتطلع إلى المدى، آخر المدى، والبصيرة نافذة على العالم، والتاريخ يسجل، والجغرافيا ترتل آيات الإبداع، في وطن الإبداع، وأنا في الطريق إلى آخر بسملة، سمعت صوتاً هامساً، يطرق أذني، فإذا بي أرى الزمن من حولي يكتب روايته الأولى ثيمتها نهضة وطن، وشخوصها أناس أحبوا الوطن، فشيدوا أواصره من أهداب الشمس، ونسجوا عروشه من ضوء القمر، فاليوم نرى هذه الأواصر، وهذا النسيج يستتبان عند مرفأ الوجود، ووجود، ومجد تتعلى حصونه، وترتفع راياته، والصورة صريحة تعبر عن قوة المعنى في الرواية، وفي الرؤية، حتى أصبحت الراية شاشة عرض، تسفر عن أحلام كانت وأصبحت اليوم واقفاً، يسير على ثلاثة أقدام، الحرية للجميع، والعدل للجميع، والحب يجمع الجميع.