بحلول العام الجديد، ستكون بلجيكا أول دولة في الاتحاد الأوروبي تحظر بيع السجائر الإلكترونية للحد من انتشارها بين الشباب وآثارها السلبية على البيئة. وقالت التقارير الصحفية إن قرار السلطات البلجيكية جاء ضمن حملة رسمية لمكافحة التدخين، بسبب المخاطر الصحية لها ودورها في جذب المراهقين إلى التدخين والإدمان على النيكوتين. وذكرت الإحصاءات أن غالبية المدخنين الشباب في بلجيكا يبدؤون هذه العادة باستخدام السجائر الإلكترونية، وليس التقليدية.
وقال فرانك فاندنبروك، وزير الصحة البلجيكي، إن «السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد هي منتج جديد تم تصميمه خصيصاً لجذب مستهلكين جدد». وتابع: «غالباً ما تحتوي هذه السجائر على النيكوتين، الذي يسبب الإدمان ويضر بالصحة. هذه حقيقة لا جدال فيها». وشدد على أنها تسهم في تلوث البيئة، إذ تحتوي على البلاستيك والبطاريات والدوائر الإلكترونية التي تتحول إلى عبء بيئي بعد التخلص منها. ويبرر مؤيدو السجائر الإلكترونية بأنها تساعد في الإقلاع عن التدخين التقليدي.
وبحسب استطلاع في 2022 شمل 20 ألف مراهق بلجيكي تراوحت أعمارهم بين 11 و18 عاماً، فإن 12% منهم استخدموا السجائر الإلكترونية خلال الثلاثين يوماً السابقة للاستطلاع، وهو ما يمثل ضعف النسبة المسجلة في 2018.
تحركت دول أوروبية عدة في مقدمتها هولندا وألمانيا وفرنسا لسن قوانين مماثلة، وأعلنت بريطانيا، التي لم تعد عضواً في الاتحاد الأوروبي، عن حظر بيعها. كما حظرت أستراليا العام الماضي بيع السجائر الإلكترونية خارج الصيدليات.
عندنا في الإمارات، ومنذ السماح ببيع السجائر الإلكترونية في عام 2019، تتابع السلطات المختصة مدى الالتزام بالقواعد التي وضعتها فيما يتعلق بمكوناتها وطرق بيعها. ويشمل ذلك تحديد مكونات السائل المستخدم في السجائر الإلكترونية، بحيث يجب أن تكون خالية من المواد الضارة التي قد تشكل خطراً على الصحة. وتواصل الجهات المعنية تحذيراتها من الأضرار المحتملة لهذه المنتجات، خاصة في ظل الدراسات التي تشير إلى وجود مخاطر صحية أكبر مقارنة بالسجائر التقليدية.
وتعد مكافحة التبغ والتدخين الإلكتروني أولوية قصوى من قبل مركز أبوظبي للصحة العامة، الذي يطلق حملة توعية سنوية تحت شعار «معاً نحو أبوظبي خالية من التدخين»، جنباً إلى جنب مع جهود وزارة الصحة ووقاية المجتمع. ونتطلع إلى إجراءات أكثر حزماً لحظر هذه النوعية الخطيرة من السجائر الإلكترونية.
وقد أثبتت الدراسات خطورة السجائر الإلكترونية، التي يتوهم بعض الذين يقبلون عليها أنها أخف ضرراً من السجائر التقليدية، والتي كانت قد أثبتت الأمر ذاته بالنسبة لـ«المدواخ». كما توسعت حملات الوزارة والهيئات الصحية في إظهار أخطارها الجمة على الإنسان.