يظل التعليم وتطويره والارتقاء به واحداً من أهم الأولويات في فكر ورؤى قيادتنا الرشيدة، وهي تؤكد دائماً على التعليم بمختلف جوانبه، باعتباره مفتاحاً وأساساً للتعامل مع المستقبل وتحدياته، وبناء أجيال من بنات وأبناء هذا الوطن مؤهلين تعليمياً ومهارياً للمساهمة في مواصلة إنجازات الإمارات، وتعزيز مكتسباتها الوطنية.
وفي هذا الإطار، جاءت زيارة الوفد الإماراتي الرفيع إلى روسيا الاتحادية الصديقة، والذي ضمَّ كلاً من سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم، ومعالي هاجر أحمد الذهلي، الأمين العام للمجلس، وعدداً من كبار المسؤولين والخبراء التربويين والتعليميين.
وقد اطلع الوفد، خلال الزيارة، على أفضل الممارسات المطبقة في تطوير نظم التعليم والنهوض بمخرجاته، وبحث سبل تعزيز التعاون المشترك، وتبادل الخبرات العلمية والعملية بين البلدين.
وخلال الزيارة، أكدت سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان «أهمية مثل هذه الزيارات التي من شأنها فتح آفاق أوسع للتعاون وتبادل الخبرات بين الجانبين»، مشيرة إلى «وجود العديد من القواسم المشتركة بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالاهتمام بالثقافة، والاعتزاز بالقيم والمبادئ التي تتأصل في التماسك الأسري، والاعتزاز بالتاريخ والإرث الحضاري، إلى جانب تنشئة الأبناء في محيط آمن، سواء كان ذلك في المجتمع الذي يعيشون فيه أو المجتمع الرقمي الذي يتعاملون معه يومياً».
كما أكدت سموها، خلال اللقاءات، «حرص دولة الإمارات على مواصلة تطوير نظام التعليم الوطني بما يتناسب مع توجهات قيادتها تجاه تعزيز القيم والهوية الوطنية»، مشيرة إلى أهمية تبادل المعرفة، والاستفادة من النماذج والتجارب الناجحة في تطوير البرامج والمناهج التعليمية، بما يدعم جهود الدولة خلال الفترة المقبلة، ورؤيتها المستقبلية الطموحة تجاه التعليم، ويسهم في تعزيز التعاون بين مختلف القطاعات المعنية.
وقالت سموها: «إن نظام التعليم الروسي يُعد الأقرب لنا من حيث غرس القيم، وخلق البيئة المرنة والمتوازنة للطلبة التي تحفز على المهارات الإبداعية، وتنمي القدرات اللغوية، وتصقل القدرات البدنية من خلال الأنشطة المختلفة، وذلك مع التركيز على توفير مرافق تساعدهم على تعلم العلوم والتكنولوجيا صممت وفق أعلى المواصفات وأحدث التقنيات.
إن مسيرة تطوير التعليم الإماراتية مستمرة ومتواصلة، بهدف الارتقاء بالتعليم والمحافظة في الوقت ذاته على القيم الأصيلة للمجتمع، وهو ما تشترك فيه التجربتان التعليميتان للإمارات وروسيا. وقد أشارت سموها إلى أن من أهم عوامل نجاح التجربة الروسية في التطوير، هي القدرة على تجاوز العديد من التحديات، مثل الحفاظ على الثقافة والهوية في مجتمع متعدد الثقافات.