تترسخ قناعات العالم بالتجربة الإماراتية التي اعتبرت الأديان مصدراً للقيم والاعتدال وخير الإنسان، واستثمرت في ثقافة التسامح والتعايش، وبذلت الجهود الحثيثة التي أثمرت تآخياً إنسانياً وانفتاحاً وتنوعاً واعتدالاً، رافضة سعي التطرف المستمر إلى زج الدين في الخلافات بين الشعوب، وجعله سبباً للاصطدام والاحتراب.
الجديد هذه المرة، من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث المؤتمر الدولي الأول لحوار الأديان الذي نظمته «جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية»، بالتعاون مع وزارة السلام الإثيوبية ومجلس الأديان، والذي وفر منتدى مفتوحاً للحوار بشأن تعزيز التفاهم بين الأديان، ونشر قيم التسامح والسلام، ودعم المواطنة الشاملة، ما يتسق مع تجربة دولة الإمارات في ترسيخ العيش المشترك، وبناء جسور التعاون بين الثقافات المختلفة.
وزراء وسفراء وشخصيات دولية من مختلف الأديان، ومؤسسات ومنظمات من آسيا وأفريقيا وأوروبا، وقفوا عن قرب على قيم وقناعات إنسانية وملامح متجذرة في «الشخصية الإماراتية» على تعاقب الأجيال، وأبرزها: أن التعايش والتسامح الأصل في الحياة، بينما الحوار الحضاري هو الطريق للمستقبل.
أما «وثيقة أديس أبابا للتسامح والمواطنة والسلام»، والتي تم إطلاقها في نهاية الفعاليات، فقد أعادت إلى الأذهان «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي خرجت من أبوظبي إلى العالم بكل ما حوته من قيم تنحاز دائماً إلى الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة من كرامة وتسامح وتعايش وسلام.
ولعل الرسالة الواضحة التي حملتها الجامعة لكل المشاركين في الفعاليات هي أن الإمارات تعتبر التعليم والتواصل الثقافي وقيم التعايش والسلام جزءاً لا يتجزأ من نهضتها وتقدمها، وفق نموج استراتيجي شامل، داعية كل الدول المشاركة إلى تبني استراتيجية مشابهة تركز على دعم المواطنة الشاملة، وترسخ العيش المشترك، وتتبنى مد جسور التعاون بين الثقافات المختلفة.
سعداء بتسارع الخطى نحو نشر وتطبيق مبادئ «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي تعد صفحة مشرقة في التاريخ المعاصر، ومتفائلون بكل الجهود التي تبذلها «جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» لخلق اتجاه عالمي يؤمن بالتعايش والسلام، ويتشبث بالحوار بين الأديان، ويرسخ قيم التسامح والمواطنة والسلام في كل بقاع الأرض.
شكراً لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وكل التقدير لجهودها في إطار بناء الوعي الفكري، ومواجهة التطرف، وإعادة الاعتبار للمعرفة، باعتبارها مكوناً أساسياً وجوهرياً للتنمية البشرية.
سيبقى التعايش رسالتنا، والسلام نهجنا.. وسيظل التصدي للتعصب وترسيخ الاعتدال قضيتنا الكبرى.