تزخر عاصمتنا الحبيبة ومختلف مناطق إمارة أبوظبي بالعديد من الأنشطة والفعاليات الخاصة بعيد الفطر المبارك، وهي تستقطب العائلات الإماراتية والمقيمة والزوار الذين يستمتعون بالأجواء البهيجة للمناسبة السعيدة.
ففي الموقع التاريخي لقصر الحصن الذي بات وجهة مفضلةً لعشاق التراث والتاريخ والفنون والحرف التراثية، جرى تنظيم فعالية «فوالة العيد» التي امتدّت طيلة أيام العيد، بالتعاون مع «بيت الحرفيين».
«فوالة العيد» تُعتبر تقليداً تراثيّاً حيّاً في الذاكرة الشعبية الإماراتية، ترمز إلى كرم وحسن الضيافة، والكلمة مشتقة من «التفاؤل بالضيوف القادمين وما يحملون من أخبار وتمنيات طيبة». وقد أتاحت فعالية «الحصن» الفرصة للزوار لتذوق المأكولات الشعبية الخفيفة، والاستمتاع بعروض العيالة، والتعرف على قيم الضيافة الأصيلة في المجلس الإماراتي التقليدي.
كما نظم «بيت الحرفيين» في الحصن، ضمن احتفالات العيد، فعالية مميزة لتقديم أشهى المأكولات الشعبية، والتعريف بقصتها ووصفاتها وطرق إعدادها.
وفي حصن الظفرة، كان الزوار على موعد مع فعاليات «سوق العيد» اليومية خلال المناسبة للتعرف على ملامح من الصناعات الحرفية الإماراتية، ومنها الفخار والمنسوجات والسعف وغيرها، إلى جانب معروضاته من التمور والقهوة العربية والتوابل وغيرها.
أما في المنطقة الثقافية من «دار الزين»، العين، فقد شهدت كل من قلعة الجاهلي وواحة العين خلال اليومين الأولين من العيد، فعالية «شفايا العين»، التي نقلت صوراً من كرم الضيافة الإماراتية بتوزيع هدايا وحلوى العيد للزوار وعروض مستوحاة من تاريخ تلك المواقع التراثية العريقة. بينما كانت واحة العين وبيت محمد بن خليفة وقصر المويجعي تستقبل الزوار بالعروض التراثية والرزفات.
وشهدت المدينة مهرجان «غايته العين 2025» الذي يستمر لمدة خمسة أيام، وتجمع فعالياته بين الأعمال الفنية، والفعاليات الترفيهية والثقافية، وذلك بمركز أدنيك العين، وتسلط الضوء على ثقافة وفنون العين، وتاريخها الغني.
اللافت في مثل هذه الفعاليات التراثية هو إقبال شرائح واسعة من الأهالي عليها إلى جانب الزوار والسياح. والأمر ليس كما يعتقد البعض أنه مجرد «حنين إلى الماضي»، والذي هو ماضٍ ثرٍّ مشرف، ولكنه حرص على تعريف أجيال اليوم ببعض من قبسات ذلك الزمن وما كان يزخر به من حضارة وأصالة رغم تواضع وشح الإمكانات، وجسَّدت قوة الإنسان على أرض هذه البقعة المباركة، وكيف استطاع ترويض الصعوبات والتحديات وصنع منها قصة نجاح شَرُفت بها كتب التاريخ.
وبالقدر الذي نحيي فيه جهود الجهات المنظمة، نحيي كل أب وأم يحرصون على اصطحاب أولادهم إليها ليتعرفوا، ولو من باب «فوالة العيد»، على جوانب من تاريخ وأصالة الإمارات «بلد زايد الخير».