- ما كنت أحلم ولا من الآمال في الصغر «سوشي»، خاصة «السوشي»، كانت الأماني قريبة وخشنة، الواحد يعرف يقرأ ويكتب بسرعة، وبعدها يشتغل في شبابه المبكر، ويكد على أهله، وإلا في العسكر أو في «رقّ من هالرقوق في داس أو الظنّة» والشباب إما افسل به أو انسلّ به، ما في أمنيات «سوشي وكافيار وكانبيه»!
- في ناس يتعبونك ويتعبون أهلك عندما يتكلمون، تجدهم يهمسون همساً وصوت الواحد منهم ما يطلع من بطنه، لا يفهمك القصة، ولا يعيد أو يشرح تقول: «يصاصر عمره»، تقول له: ما أسمعك طوّل صوتك! يقول جملة وحيدة، ويعود صوته في الاختفاء التدريجي حتى يستقر في بطنه، مثل هؤلاء مرات الواحد يطلب منهم أن يكتبوا ما يريدون قوله، لأنه سهل على الفهم، لكنه صعب عليهم الكتابة، فيشتكون، طيب ارفعوا صوتكم شوي نحن لسنا في اختبار الرنين المغناطيسي!
- في أحد من الناس، سبحان الله، تلقاه مخالفاً، العالم وين، وهو وين، لكن كل هذا العالم ما يهمه، يسوي أموره بقناعته الخاصة، والتي لا تفهمها، ولا تستطيع تبريرها، يعني مثلاً يمكن يوم يشتري سيارة يقوم ويشتري في هذا الوقت سيارة «ساب» أو يظل يكدّ سيارته «الفولفو» القديمة رغم أعطالها المتكررة، بس مش مشكلة عنده، ويظل يدور على بلدان في الصيف لا يريد فيها أحداً يعرفه، فتلقاه مرة في كمبوديا، ومرة في الإكوادور، تلقى حسابه البنكي في بنك الأمانة والإخلاص الذي بلا فروع، ولا يعترف بمكينات السحب الآلي، وهكذا أمور!
- الحين.. التلفونات الذكية التي لا تفتح إلا ببصمة الوجه، تتعب بعض النسوان، خاصة أن الحرمة منهن أول ما تشتري تلفونها الجديد، تلقاها فرحانة به، وتتصور وهي بكامل زينتها وتبرجها علشان تظهر الصورة حلوة، وترضيها، بعدين تنسى الأمر، ولما تنش من الرقاد، أول شيء تتحسسه تلفونها المندس، إما تحت مخدتها أو على طاولة السرير الجانبية، فتقوم وتتناوله، وتحاول أن تفتح شاشته المظلمة، فتظهر لها بصمة الوجه، فتقدم وجهها «عنثر النوم» لكن التلفون يرفض الطلب بأدب ويقول لها كتابة: حاولي مرة ثانية! فتقوم وتقرب وجهها أكثر فأكثر، فيرفض تلك البصمة وتلك السحنة، ولا يقبل شيفتها، فتعصب وتغضب، و«قصورها» تضرب به الأرض، فتتذكر أنه ما زال جديداً، وتحاول مرة أخرى، فينكرها، ولا يتقبل بصمة وجهها، فتزعل؛ لأن ليس رجلها الوحيد الذي يستغرب الشكل الجديد صباحاً، حتى التكنولوجيا ترفض أي مسكرة أو مسخرة على الوجه الحقيقي!
- أيها المواطنون الكرام، من يقولون لأحدكم: «سجل اهتمامك»! اعرف أن الوعد غير سعيد، والمدفوع فقيد، والفيلا أم خمس غرف حلمها بعيد! ومن يقولون لك: بعنا «الزون» الأول من المشروع في اليوم الأول، و«الزون» الثاني في يومين، اعرف أيها المواطن الكريم أنهم طامعون في كرمك، ولا سائلين عن قرضك!