منذ زمن بعيد والمسرح المدرسي يقطع طريقه في مسيرته الصحيحة، ذلك الحب الكبير الذي سكن الشباب، والذين عشقوا المسرح وعملوا على البدء من القاعدة، من المسارح الصغيرة في المدارس وبعزيمة من يقدم كل جهده وحبه لهذا الفن الجميل، كنت شاهداً على ذلك الحماس الشبابي أيام العمل معهم في وزارة التربية والتعليم، هؤلاء الذين رسّخوا حب المسرح في العقول الصغيرة، أسماء ثقافية وفنية مازالت تعطي للساحة الثقافية في الإمارات، لم تذهب جهودهم سدى، بل أثمرت عندما نالت العناية والاهتمام، وحصلت على المساندة والدعم الراسخ المستمر، خاصة من الدائرة الثقافية بالشارقة. كان حلم الصغار في الأزمنة الماضية أن يشاهد أولياء أمورهم عملهم وحبهم للمسرح في المدرسة، وإذا بهم يخرجون إلى الساحة الكبيرة والعرض على مسرح حقيقي وأمام جمهور أكبر من أعضاء المدارس وأولياء الأمور والجمهور. لقد شاهدنا ذلك الفرح الكبير للمدارس وطلابها والأهالي، عندما سخرت الدائرة الثقافية كل إمكاناتها ومسارحها لتعرض المدارس أعمالها المسرحية على خشبة حقيقية تتوافر فيها كل الإمكانات. كذلك قدّم الفنانون المسرحيون كل عون ودعم من خلال لجان التحكيم وتقديم المشورة، لقد كانت رحلة طويلة تلك التي صنعت المسرح المدرسي، وما كان لها أن تثمر كما نشاهدها اليوم، إلا بالدعم الكبير من محبي المسرح.
 اليوم نقرأ أسماء الداعمين من المسرحيين على المستوى التحكيمي للمسابقات المسرحية المدرسية واختيار المسرحيات، التي يمكنها ان تعرض على الخشبة الكبيرة، ونجد أن تلك الأسماء هي التي بدأت في دعم المسرح المدرسي منذ زمن بعيد، ومازالت تواصل هذا الإسناد وتقديم التجارب والمشورة وخدمة المسرح المدرسي. إنه العشق الأبدي للمسرح وحب أبوالفنون. لا يكفي أن تصنع فناناً محباً للمسرح، ولكن أيضاً لا بد من صنع جمهور يؤمن بأن المسرح هو الحياة وهو الفن الرفيع ورافعة الإبداع والثقافة.
 عندما نهتم بالمسرح المدرسي فإننا نهتم بمستقبل هذا الفن ونصنع ونربي جمهوراً محباً ومقدراً للعمل الفني المسرحي من خلال أولياء الأمور والجمهور الذي يشاهد. المسرح يحتاج إلى عشاق ومحبين حتى يستمر في الصعود والتطور والحضور الدائم. المسرح في الإمارات محظوظ كسائر الفنون والأنشطة الثقافية الأخرى، لأن لديه محبين وداعمين للثقافة والفنون بقوة وحب للعمل الثقافي والتعليمي والمعرفي والفني في مختلف الإمارات.