للسودان وشعبه مكانة خاصة في قلوب أبناء الإمارات، فقد كانت الكوادر السودانية من معلمين وأطباء ومهندسين ومدربين في الشرطة والقوات المسلحة والبلديات وغيرها من القطاعات في مقدمة الذين شاركوا في مسيرة البناء والتنمية خلال مراحل مبكرة من قيام الدولة.
وكانت لهم إسهامات جليلة وبصمات واضحة رسخت الروابط التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وتقف شاهدة تروي للأجيال ما يجمعهما من محبة واحترام وتقدير.
وفي كل مرة يتعرض فيها ذلك البلد الشقيق لهزة أو كارثة طبيعية أو حروب داخلية تترتب عليها معاناة إنسانية، كانت الإمارات ومؤسساتها الخيرية والإنسانية في مقدمة الصفوف والأيادي التي تمتد وتساعد للتخفيف من معاناة الأشقاء في السودان.
  وكما أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، في مقالته الأخيرة في الزميلة «ذا ناشيونال»، فإن الإمارات والسودان ترتبطان بعلاقات وثيقة منذ أكثر من خمسين عاماً، تشمل التجارة والثقافة والاستثمار، وبرزت الجالية السودانية في الإمارات كشاهد على هذا الارتباط العميق. كما أن المساعدات الإنسانية الإماراتية للسودان تجاوزت خلال العقد الماضي 3.5 مليار دولار، منها أكثر من 600 مليون دولار منذ اندلاع النزاع.
 وقد أكدت الإمارات مراراً وتكراراً موقفها المبدئي الواضح من الأحداث التي يشهدها السودان، وترى أن التزامها تجاه السودان وأفريقيا جزء من رؤيتها الواسعة لتعزيز السلام والتنمية المستدامة. وانطلاقاً من رؤية سامية بلورتها مبادئ الخمسين لسياستها الخارجية وعلاقاتها بالأشقاء والأصدقاء.
 كما دعت، في أكثر من مناسبة، الطرفين المتحاربين والذين أسهمت أعمالهم في تقويض الاستقرار، وارتكاب انتهاكات أدت إلى فرض عقوبات عليهما، دعت إلى الانخراط في مفاوضات جادة، مثل إعلان جدة ومبادرات مجموعة جبال الألب، مؤكدة أن الحرب يمكن أن تنتهي إذا وافقا على وقف إطلاق النار.
  كما جددت الإمارات في كل محفل دولي ومناسبة التزامها بتقديم المساعدات الطبية والغذائية والإنسانية، ودعم اللاجئين السودانيين في جنوب السودان وتشاد، بالتعاون مع حكومتي البلدين.
مواقف مبدئية ثابتة للإمارات تنطلق من نهج حكيم أرساه الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي بنى صرح الإمارات على نهج من المحبة والبذل والعطاء، وأن يكون بلد زايد الخير عوناً وسنداً للشقيق والصديق.
مواقف الإمارات مشرفة ومبدئية أصيلة لن تنال منها أو تؤثر فيها أراجيف وأباطيل ناكري الجميل ومتذبذبي الانتماءات والولاءات وأصوات النشاز التي تنعق من بين الخرائب، وأولئك الذين احترفوا تحميل فشلهم وسوء مغامراتهم للآخرين. وسيظل اسم الإمارات دائماً قريناً للخير وخدمة الإنسانية مهما حاول الفشلة التشويش على الحقائق الناصعة.