نهج إنساني يخترق سحابة الظلام في عالم مشوب بالخوف، ورجفة الصراعات الدولية، هو المسعى الإماراتي الاستراتيجي تقوده دبلوماسية شابة، واعية لأهمية أن ينقي الوعي قماشة السياسة الدولية من شوائب، وخرائب، ومصائب، ومعضلات طالما لحقت بالعصر الحديث إثر الغيبوبة التي عاشها الوعي البشري، والانتماءات المضللة، والانزياحات الخطيرة، والاتكاء على موج وفوج من التطلعات ذات العيون الحمراء، والأفئدة الغاشمة، والعيون المغشية بهالة من غبش الأطماع، والأنا المتفحمة، والذات المتورمة، وكل ما يطيح بالحضارة، ويعبث بسلسال الذهب الذي علقه العقل البشري على مدار قرون، واليوم حان الوقت لإزاحة الغي، وطغيان العبثية، والإمارات تتصدر المشهد الإنساني في بناء عالم جديد، يقوم على الحب أولاً، وينحاز إلى السلام بقوة الوعي وقدرة الإرادة، وصلابة العزيمة، والإيمان بأن لا حياة من دون سلام، ولا حضارة تبنى إلا على أكتاف وحدة المصير العالمي، المبني على
أسس التكاتف، والتآزر، والتضامن، وحماية المنجزات الحضارية، واعتبار أننا نعيش على أرض واحدة، هي حضننا، وهي عاتقنا الذي يتحمل مسؤولية بناء الحضارة وحمايتها من كل مفترٍ، عتل زنيم، مشاء بنميم.
الإمارات اليوم تمشي على ظهر موجة السلام، وتمضي حقباً من أجل تحقيق هذا السلام بالتضامن مع دول العالم المحبة للأمن، وطمأنينة الأوطان، هذه الرؤية مبنية على مآثر الباني ومؤسس الدولة الحديثة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعلى أثره ومنواله تمضي القيادة الرشيدة بحكمة الأوفياء، وفطنة النبلاء؛ للوصول إلى غايات السلام المنشود، وتحقيق أمنيات شعوب العالم كافة، ونبذ كل ما يعيق ويعرقل وحدة الصفوف العالمية، وكل ما يحرف الثوابت، وكل ما يطيح بأسباب الأمن السلام العالمي.
الإمارات اليوم تفتح نافذة على الفكرة النيرة، لتضيء سماء الكون بمسلمات الحب، وبدهيات السلام، وتذكر العالم دائماً بأنه لا ترياق يحمي أسس الحضارة، سوى الوعي بأهمية أن نكون معاً في تثبيت الثوابت، وترسيخ المعاني الجليلة لسلام دائم مبني على القواسم المشتركة، والمصالح العامة، ولا سبيل إلى زرع شجرة الأمن سوى الإيمان بأن السلام ضرورة وجودية، والحب قيمته، وبوصلته، ونقطة ارتكازه ومحيطه، وقطره، والوتر، والمشهد في الإمارات واللقاءات الشاملة والكاملة مع قادة دول العالم، لهي الدليل على هذه الرؤية، وهذا المسار الذي سلكته بلادنا، وسارت تبني عليه خطواتها، وخططها، وهذا الفكر الذي تتأسس على أعمدته سياسة دولة آمنت بأن التفرد والتغريد خارج السرب، لا يؤدي إلا إلى التفرق، وتشقق قماشة العلاقات الدولية، وانحسار البنى الحضارية، وغروب شمس إنسانية الإنسان، وتلاشي أحلام الشعوب.