كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن غياب الأندية في تحديد أولوياتها في استكشاف ورعاية الموهوبين من الفئات العمرية، في مختلف الرياضات، وتحديداً في كرة القدم وأكاديمياتها، فلم تعُد تستقطب أبناءنا المواطنين، أو أن أصحاب المواهب لا يجدون فرصة الانضمام إليها، لعدم وجود شواغر فيها لأسباب يعرفها القائمون عليها، ولم نسمع عن تحرك من أصحاب الشأن لدراسة الظاهرة وأسبابها، وهل هي تجارية أم لأسباب أخرى نجهلها.
وسمعت الكثير من أولياء الأمور وتذمرهم من احتكار تلك الأكاديميات لفئات معينة، أو لأسباب أخرى غير معلنة وواضحة، مما دعا أولياء الأمور إلى البحث عن بدائل أخرى، أو التوسط لدى القائمين عليها لاحتواء أبنائهم، ناهيك عن تناقص عدد اللاعبين المواطنين في كرة القدم بالمراحل المختلفة، وفي دوري المحترفين، وزيادة عدد غير المواطنين بالفئات المختلفة، حيث أصبح العدد في تزايد، وقد يصل العدد إلى كامل عدد الفريق الواحد، وهو بالطبع ما لم يكن هو الهدف من البداية.
ونحن هنا نناشد الجهات المعنية والأندية تحديداً باعتبارها حاضنة المواهب وداعمة المنتخبات بفئاتها المختلفة إلى مناقشة الظاهرة، بالتعاون مع الاتحادات المعنية والمجالس الرياضية، كي لا تستفحل الظاهرة، وحتى لا تعاني منتخباتنا في المراحل المقبلة، وتكون نتائجها سلبية، وينعكس ذلك على نتائج منتخباتنا في مشاركاتها الخارجية، خاصة أننا نملك لاعبين جيدين، وضح ذلك من أداء منتخب الناشئين في التصفيات الحالية لكأس العالم 2025 في قطر، وهو ما يعني أننا نملك لاعبين يستحقون الحصول على فرصة أكبر.
لم يعُد الأمر مقبولاً في ظل الصرف الكبير على الرياضة عامة، وكرة القدم خاصة، وأداء منتخبنا الأول في مشوار تصفيات كأس العالم «خير مثال»، بعد أن كنّا في مصاف المنتخبات المتصدرة، لأن ظاهرة تناقص عدد اللاعبين المواطنين في أنديتنا، واعتمادها على غيرهم، هي السبب فيما نحن عليه الآن، وهو ما لا نريده.
نناشد أصحاب الشأن في الجهات المعنية دراسة الأمر بشكل جدي بعيداً عن المصالح الآنية، والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف المرجوة، والاستفادة من دعم الحكومة للرياضة وتطلعات الأندية في تحقيق الأهداف المنشودة، وعلى الأندية والاتحادات بالتعاون مع المجالس الرياضية، التحرك لاحتواء الأمر قبل فوات الأوان، وقبل أن تتذيل منتخباتنا قوائم الترتيب في مشاركاتها الخارجية، وتصبح الرياضة عبئاً على الدولة من دون حصد النتائج المرجوة منها على المستوى الخارجي، ومحققة لتطلعاتنا محلياً.