تكريم المرأة في مختلف مجالات الحياة، إنما هو تكريم للوطن، وتأريخ للوعي بأهمية الدور المنوط بالمرأة، كونها الشجرة التي وضعت الثمرات على أغصانها، وهي النبع الذي شربت منه طيور الحياة، هي الكلمة في بداية الجملة المعرفية، وهي الرواية التي سطرت مفاهيم الالتزام الأخلاقي، وصياغة فن العلاقة بين الأنامل وحبات الرمل، التي منها تمت عملية بناء المستقبل.
تكريم المرأة في الإمارات ليس ظاهرة حديثة، بل سمة من سمات المجتمع على مدار التاريخ، حيث حظيت المرأة في بلادنا بابتسامة النجوم، وهي تحمل على رأسها صفيحة الماء لتروي عطش الأفواه الظمأى، وتفردت المرأة في صناعة خيمة الدفء، وهي تخيط ملاءة الليل، وتضعها بأناة وتؤدة على مسند المودة، ثم تنظر إلى الباب الموارب، وقد تسللت أشعة الشمس من خلال شق في الباب القديم واقتعدت مكاناً لها في باطن الخيمة، والمرأة هي التي تفترش ابتسامة الصباح بعد أن تشعل جمرات موقد الإفطار، وتعد العدة لحوار بدفء قلبها، مع البعل، والأبناء، وتصور فيه شكل النهار، وما يتبعه من حوارات مع البحر، والصحراء، وتليها حكايات ليل بهيم مدجج بالصور، والأحاديث، والمشاهد المثيرة، والمبهرة، كل ذلك يحدث لأن المرأة محور المكان، والزمان، ولأنها أصل الحكاية، ولأنها ثيمة الرواية، ولأنها ملح اللغة، وسكرها، لأنها البداية والنهاية لكل مبتدأ، وخبر في جملة الحياة العريضة، وفي سرد الذات عند عشاق الكلمة.
عندما تهتم الإمارات بشؤون المرأة وشجونها، فهي تضع قواعد فن الحياة، وأسس التساقي في حقول الحياة وكل ما يشملها، وكل ما يتبعها، وكل ما يتصل بها.
عندما تهتم الإمارات بالمرأة، وهمومها، فإنما هي تضع معايير لعصر جديد فيه المرأة تبوأت مكانها الصحيح واستطاعت أن تحقق ذاتها، من خلال نجاحات في مختلف الميادين، ورسخت في الذهنية البشرية أن المرأة، قادرة على أن تقود المرحلة، بجدارة، وهمة، وإبداع، قادرة على مواجهة التحديات، وتذليل العقبات، وكسر شوكة الصعوبات، والعبور بسلام إلى محيطات الأماني بسلام، واطمئنان، المرأة لديها تاريخ طويل في المواجهة، والعمل الدؤوب، وإنجاز مشاريع اجتماعية، واقتصادية، وثقافية، مبهرة، وفي الإمارات نماذج للمرأة المبدعة في مختلف الأصعدة، وهذا ليس بغريب على بنت الإمارات، لأن التاريخ مليء بهذه العبارات والآيات، والمسؤولون في الإمارات يضعون كافة الإمكانيات تحت تصرف المرأة، إيماناً منهم بأنها الطرف المهم في الحياة، وهي قطب، من دونه لا تستطيع القافلة أن تقطع الطريق إلى نبع الماء، ولا يمكن لرِكاب الوطن أن تصل إلى أعلى ربوة، تكمن فيها الحقيقة.
في الإمارات المرأة تمشي على سجادة من حرير الوعي بأهمية دورها، وضرورة وجودها في كل مكان توجد فيه الفرص.