شيّع العالم بالأمس البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية الراحل، الذي نعاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في تدوينة على حسابه بمنصة (إكس)، وقدّم فيها «خالص التعازي وعميق المواساة للكاثوليك في العالم في وفاة قداسة البابا فرنسيس». وقال سموه عنه: «كان رمزاً عالمياً للتسامح والمحبة والتضامن الإنساني ورفض الحروب، وعمل مع الإمارات لسنوات من أجل تكريس هذه القيم لمصلحة البشرية».
لقد كان شريكاً في توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية مع فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال زيارة البابا التاريخية للإمارات في فبراير 2019، برعاية إماراتية سامية في صرح زايد المؤسس. وثيقة رسمت فجراً جديداً لمسيرة البشرية على دروب التفاهم والتسامح وحسن التعايش واحترام الاختلاف ورفض إقصاء الآخر. واعترافاً بهذا الجهد الإماراتي السامي، وتقديراً لدور الوثيقة التاريخية، اعتمدت الأمم المتحدة الرابع من فبراير من كل عام يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية.
ومن نتاج الوثيقة وثمارها، إنشاء «بيت العائلة الإبراهيمية» في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات، والذي يُعد تجسيداً لروح وثيقة الأخوة الإنسانية التي تحرص إمارات الخير والمحبة على ترسيخها، باعتبارها من أهم عوامل تحقيق الاستقرار والسلام والازدهار للمجتمعات البشرية. وقد أصبح «مركزاً حضارياً وإنسانياً رائداً يُجسد قيم دولة الإمارات، ومركزاً للتعلم والحوار وممارسة الشعائر الدينية»، حيث يضم ثلاث دور عبادة: مسجداً، وكنيسة، وكنيساً يهودياً.
وقد أُقيم قدّاس تذكاري للبابا فرنسيس الراحل في كنيسة القديس فرنسيس الأسيزي في بيت العائلة الإبراهيمية، بحضور المئات من الحضور، بينما تابع التشييع الرسمي عبر الشاشات الملايين حول العالم، مما يعكس المكانة والتقدير الرفيع للراحل الذي نعاه زعماء العالم وقادة الأديان، الذين استحضروا تأثيره الإنساني ومواقفه التاريخية في الحوار بين الأديان وتعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية، وتطلعات الحالمين بمستقبل أجمل خالٍ من الحروب والصراعات، مستقبل يسوده التسامح والسلام والاحترام المتبادل.
وقد كان البابا الراحل من القادة الدينيين الذين عملوا بإخلاص من أجل تلك الغايات والأهداف النبيلة، يتنقل بين مناطق العالم لتحقيق تطلعات تلك المجتمعات نحو حياة بلا حروب أو صراعات.
بيت العائلة الإبراهيمية، الذي استضاف القداس التذكاري للبابا الراحل، ليس مجرد مبنى، إنما شاهد حضاري من شواهد التآخي الإنساني على أرض الإمارات والمنطقة، وقد تحوّل منذ افتتاحه في الأول من مارس 2023 إلى منارة عالمية للحوار والتلاقي بين الأديان، ومصدر إلهام للأجيال.. برحيل البابا فرنسيس، فقدنا رمزاً عالمياً «عمل مع الإمارات سنوات لتكريس قيم التسامح والمحبة والتضامن الإنساني ورفض الحروب».