أما زال لمنتخب الإمارات أمل في القبض على تذكرة العبور المباشر لكأس العالم 2026، وهو الذي ما نال من مبارياته الأربع الأولى سوى أربع نقاط؟
حسابياً، وقد تبقت من هذا الدور الحاسم ست مباريات، فلا شيء على الإطلاق يستبعد، أو يقصي منتخب الإمارات الذي يأتي ثالثاً بأربع نقاط، خلف منتخبي إيران وأوزبكستان اللذين حصلا على 10 نقاط، من سباق التذكرتين المتاحتين للتأهل للمونديال، من دون الحاجة للمرور من خنادق السد الموحشة، لطالما أن عدد النقاط المتبارى عليها هو 18 نقطة، وهي مساحة كافية للمناورة، بل ولقلب ترتيب المجموعة الأولى.
مؤسف بالفعل، ألا يتمكن «الأبيض» الإماراتي في أي من مبارياته الثلاث الأخيرة أمام إيران، كوريا الشمالية وأوزبكستان، أن ينسج تكتيكياً وبدنياً، وحتى ذهنياً على منوال مباراته الرائعة التي افتتح بها هذا الدور الحاسم أمام منتخب قطر، ومنحته بالدوحة فوزه الوحيد حتى الآن.
قلت في أعقاب هذه المباراة، إن «الأبيض» قدم صورة من نفسه طبقاً لأصله، أداء يتطابق بالكامل مع ممكناته الجماعية، وما كان مغالاة ولا تسويقاً للوهم، أننا قلنا في أعقاب مباراة الدوحة، لو نجح «الأبيض» في اللعب بذات بالروح ذاتها، وبالنهم ذاته، والانضباط ذاته في كل المباريات التالية، للمباراة أمام «العنابي»، فإنه لا محالة سيحقق ما ظل يبحث عنه منذ سنة 1990، أن يسجل الحضور الثاني له في كأس العالم.
ما حدث شيء من ذلك، لغاية الأسف، فضاعت النقاط المتاحة بالخسارة أمام إيران، والتعادل أمام كوريا الشمالية، وأيضاً الخسارة أمام أوزبكستان، ولو أنني أعتبر أن «الأبيض» اقترب كثيراً، وهو يواجه أوزبكستان شهر أكتوبر الماضي بطشقند، من شكل الأداء الجماعي الذي كان عليه في مباراة قطر، فقد كان «الأبيض» قريباً من خطف الفوز مع بداية الجولة الثانية، لو أحسن حارب عبد الله التعامل مع فرصة سانحة للتسجيل في توقيت جيد، ولو أن المدافع عبد الله حمد تفادى الخطأ الذي كلفه الورقة الحمراء، وترك «الأبيض» عرضة لتبعات النقص العددي، وقد كان من تلك التبعات السلبية، ضربة الجزاء التي منحت الفوز لأوزبكستان.
وعندما يأتي «الأبيض» إلى الجولتين الخامسة والسادسة، ليلاقي توالياً في الإمارات منتخبي قيرغيزستان وقطر، فإنه يقف عند مفترق حاسم ومفصلي، لا خيار فيه عن الفوز في المباراتين معاً للوصول للنقطة العاشرة، أملاً في تضييق الفارق عن المتصدرين، إن تعثر أحدهما أو كلاهما، لأن غير ذلك سيكون حكماً مسبقاً بأن التأهل المباشر للمونديال سيصبح من سابع المستحيلات.
السؤال هو، هل سيعثر «الأبيض» على النسخة الأجود والأرقى من أدائه الجماعي في المباراتين معاً؟
الجواب عند لاعبي منتخب الإمارات الذين تلزمهم السياقات بردة فعل قوية، يعيدون معها القبض على لجام الأحلام، وعند المدرب باولو بينتو بدرجة أولى، لأنه ما عاد مقبولاً أبداً أن يكون منتخب الإمارات بوجهين متناقضين.