قبل أيام من انطلاق فعاليات وأنشطة الدورة السادسة للمهرجان الوطني للتسامح، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش سنوياً في إطار احتفالات الإمارات باليوم العالمي للتسامح، برعاية وحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، تابعت فعالية جرت على بعد آلاف الأميال منا، تحمل بصمة إماراتية تجسد الجهد الإنساني الرفيع لإمارات المحبة والعطاء والسلام في نشر الفضائل العظيمة لقيم التسامح. تمثلت هذه الفعالية في انعقاد واختتام أعمال المؤتمر الدولي الأول للأديان الذي احتضنته على مدار يومين العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ونظمته جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بالتعاون مع وزارة السلام الإثيوبية ومجلس الأديان، وصدرت عنه وثيقة أديس أبابا للتسامح والمواطنة والسلام بمشاركة قادة الأديان، على خطى وثيقة الأخوة الإنسانية التي صدرت في عاصمتنا الحبيبة.
جهد إماراتي متميز يروي للعالم كيف تحولت قيم التسامح إلى أسلوب حياة في «بلد زايد الخير»، وقد كان هذا الجهد محل إشادة وتقدير من الرئيس الإثيوبي اتسكي سيلاسي الذي «ثمن جهود دولة الإمارات في تعزيز الحوار بين الأديان، وإعلاء قيم التسامح والتعايش، واهتمامها بمد جسور التواصل الحضاري بينها وبين الشعوب الأخرى».
المهرجان الوطني للتسامح، الذي يستمر حتى الثامن عشر من نوفمبر الجاري، يضم العديد من الفعاليات المتنوعة في عدد من مدن ومناطق الدولة.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن: «اليوم العالمي للتسامح يعد مناسبة مهمة، تذكر العالم بالأهمية المتزايدة للتفاهم العالمي، واحترام الحياة البشرية، كما يؤكد أن العمل المشترك هو السبيل لمجتمع عالمي يسوده السلام والرخاء، كما أنه فرصة لرصد ما وصلت إليه الإمارات في مجال التسامح بفضل الجهود المخلصة لقيادتنا الرشيدة، حيث يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التزامه الدائم بالقيم الإنسانية العالمية، والعدالة والتعايش السلمي للجميع، ويدرك سموه الضرورة الأخلاقية لتعزيز ثقافة عالمية تقوم على المعرفة والتفاهم والتعاطف والاحترام والتسامح، ويراها ضرورية من أجل مستقبل مستدام لهذا العالم».
وقال معاليه: «إن المهرجان الوطني للتسامح بمثابة رسالة سلام وتسامح إلى العالم أجمع، فعلى أرض الإمارات أنتجت واحدة من أهم التجارب العالمية للتسامح والتعايش، التي تعتمد الأخوة الإنسانية منهجاً عاماً يحترم الجميع»، داعياً فئات المجتمع كافة للمشاركة في أنشطة المهرجان.
لقد كانت الإمارات وستظل رائدة نشر ثقافة التسامح في العالم لبناء عالم خالٍ من الكراهية والأحقاد، يعيش الجميع فيه بخير وسلام ووئام، والتصدي لخطابات البغض والتطرف وإقصاء الآخر وتأجيج العنف. حفظ الله الإمارات منارة للتسامح والتعايش.