تحفة معمارية تأخذ من التاريخ فنون العمارة ومن الطراز التركي شكل القباب، أكثر من قبة تحتل ذلك المسجد الجميل، بل يكاد ينفرد عن العديد من المساجد في دبي، في طريقة المعمار ودقة النقوش والفنون البديعة في قبابه الكثيرة ومناراته العالية الجميلة، حتى الألوان الخارجية للمسجد فريدة وجميلة، وهي لا تشبه المساجد في دبي والتي تكون عادة باللون الأبيض أو البني أو مزيجاً بين البني والأبيض. ولعل النظام والشروط التي تحكم طريقة البناء والمواقع واللون على الخصوص يجب ألا تخرج عن اللونين الأبيض والبني. 
 عندما تم الانتهاء من بناء المسجد، تواصل معي الفاضل العزيز صاحب الأيادي الكريمة والمشاريع الخيرية، والتي لا يعلم بها غير نفر قليل، أبو فارس الصديق القديم، ودعاني لجولة صغيرة لم يفصح عنها في البدء، كان الوقت يمضي إلى صلاة الظهر، أخذتنا السيارة إلى ذلك المعمار الجميل والبديع، عندما سألت عن هذا اللون الفريد الذي يأخذ لوناً جميلاً بين لون الرمان والورد، قال إنه جاء بعد ترخيص خاص، ليكون متميزاً عن كل المساجد في دبي، إنه تحفة فنية ومعمارية بديعة. لم يحمل اسم هذا الفاضل العزيز «أبو فارس»! قال إنه لا ينشد رفع اسمه على المسجد، وقد قدمه للهيئة المعنية بهذه الشؤون، وهي التي تختار الاسم المناسب. إنه هبة وعطاء لهذه الأرض والبلد.
 كم أكبرت فيه هذه الشهامة والحكمة وهو كذلك دائماً.. لم أكن أعلم أن المساجد في دبي والإمارات يحكمها تنظيم ولائحة وقانون، بحيث تحافظ على المظهر المتعارف عليه وخاصة في اختيار الألوان. توجد حرية في الإبداع، وفي أي أفكار إبداعية للإضافات الجميلة والجديدة في البناء، ولا مانع من اختيار كل الفنون المعمارية، العربية أو الإسلامية أو الحديثة، وكلما تنوعت فنون العمارة للمساجد أضافت إلى المدينة المزيد من الجمال بتعدد الفنون المعمارية، هكذا تظهر مدن الإمارات جميلة وبديعة، بعدد المنارات المعانقة للسماء، وبأشكال مختلفة، حتى المساجد القديمة والتاريخية والتراثية، كم هي رائعة عندما أعيد تعميرها وحافظت على الطراز القديم!
 في بعض الأحياء الشعبية، تظهر بعض المساجد القديمة، إنها زينة المكان، بل أصبحت أكثر روعة عندما أضيفت إليها الساحات المرصوفة والمواقف والأزهار أو بعض أشجار النخيل.. كلنا يعرف مسجد البدية التاريخي، وهو أقدم مسجد في الإمارات، كم هو مهم وجميل بعد العناية به والحفاظ عليه واعتباره تحفة معمارية تاريخية! الأيادي البيضاء التي تقدم الخير والعطاء لهذا الوطن، وتساهم في خدمة الإنسان والبلد، يجب أن تذكر دائماً حتى لو أنها لا تسعى إلى ذكر أفضالها.