عندما يذكر اسم الكويت، تقفز إلى الذهن صورة ذلك التلميذ الصغير الذي كان يرتدي الملابس المدرسية ويضع في الحقيبة الكتب والأقلام والمماحي التي تأتي جميعها من هناك، من قلب الكويت الكبير، ومن وعي الرجل الشهم بالتزاماته الأخلاقية السامية الشيخ عبدالله السالم الصباح، أمير الكويت في ذلك الزمان.
عندما يأتي ذكر الكويت تبدو الحياة عجلة تستدير ناحية الزمان، وتشير بالبنان إلى أولئك الذين مخروا عباب البحر، في خليجنا العربي الأغر، ذهاباً وإياباً من وإلى الكويت، وكانت الكويت حلقة الوصل بين الإنسان الإماراتي ولقمة العيش، وقد ساهم الإماراتي بفاعلية، وحب في نهضة دولة لها في الإبداع نواص، وزوايا منفرجة، ولها في التفوق مناطق مزدهرة، وقد حقق الإنسان الكويتي نجاحاً فائقاً في الاقتصاد، والفن، والثقافة والرياضة، كما أنجز مشروعه التنموي في مختلف المجالات، والأصعدة.
عندما يذكر اسم الكويت، يتجلى فهد العسكر، وهو يتأزر دفتر الشعر، كما وينبري إسماعيل فهد إسماعيل، متأبطاً روايته قارئاً محنكاً لمجريات الأمور في بلده الذي يرتقي سلم التطور بخطوات أسرع من أجنحة الطير، ونتذكر عبدالحسين عبدالرضا ومحسناته البديعية في الكوميديا، نتذكر خالد النفيسي، نتذكر غانم صالح، وغيرهم كثر لأن الكويت جعبة ملأى بالوجوه المشرقة، الكويت مخبأ لملكات الإبداع في مختلف بطون الثقافة، وحقولها وأزهارها، وينابيعها، وجداولها.
الكويت تستقبل اليوم قائداً، تعلم من الحياة، ومن إرث زايد، طيب الله ثراه، كيف تقاد عجلة السياسة، وكيف تمضي مركبة الأحلام، وهي تمسك بزمام الحكمة، وتتمسك بالإيمان بأن العلاقات المكللة بالحب هي سر الخلود، وهي الترياق الذي يصنع مجد الدول، ويحقق آمالها، وينجز طموحاتها، والكويت محطة ذات معنى جزيل في تشكيل وجداننا، الأمر الذي يجعل العلاقة معها، كما هي العلاقة بين الروح والجسد، كما هي العلاقة بين الجذر والأرض، كما هي العلاقة بين الحب والحياة الزاهية.
الإمارات زهت بأهلها، فشاع النور، وتناثر ورد الحقل الإماراتي في الجهات الأربع، واليوم تشرق شمس النهار على العيون بالزيارة الميمونة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، إلى الشقيقة الكويت، حيث ضلعي القلب، يتوجهما حب التاريخ الطويل، والآمال معقودة دوماً على مثل هذه الزيارات، لأنها بشرى تحقيق المزيد من أواصر المحبة، والمزيد من عناصر اللحمة الخليجية، والتي نحن في أمسِّ الحاجة لها، لأنها الهواء، والماء، ولأنها السرد الحقيقي في بناء خليج عربي يفيض بالحب، والنماء والازدهار.