هكذا هي الحياة، في البدء كانت يدين، وكانت قلبين اتحدا كي تسير الدماء في جسد واحد، وتمضي قافلة الأحلام بحيث تسطر في التاريخ ملاحم الظفر، وتحقق أمنيات إنسان نشأ على الأرض كي يبني حضارته بالحب، والقواسم المشتركة.
حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، حول فريق العمل الوطني ينبع من قناعة سموه، بأن الوطن فريق كبير، وأن الفريق الكبير وطن المبدعين كما أن اليد الواحدة لا تصفق، والعقل الواحد لا يدبر، والقائد الأناني لا ينجز.
هذه حزمة أفكار تمشي على الأرض، فتنبت أشجار التطور في الإمارات، وهذه حقيبة السفر إلى المدى تفيض بطموحات قائد، عكف على قراءة الواقع، واستمد من واقعه ضرورات الاجتماع الوطني على كلمة سواء، تلون الحياة ببهجة التقدم، وتشكل الصورة المبهجة في وجدان الذين يعملون، فينجزون، فيصعدون سلم الرقي، فيبهرون، فتأتي الطيور المهاجرة كي تستقر وتقطف الثمرات، ريانة بمجد من صنعوا المجد، وحققوا للوطن مهارته في تجاوز الزمن، وللمواطن سعادته، وهو يعيش حالة الانغماس في شمعة العسل، يرتشف بلذة، ويرفع الرأس عالياً مبتهجاً، منتمياً إلى النجمة في علوها، وبريقها، وبراعة استدارتها في أحشاء السماء.
محمد بن راشد حدد المعايير، وسدد الخطا لجيل يقرأ هذه الأفكار، فيستمد من وحيها قوته، وصرامة إرادته، وشيمة عزيمته، وشكيمة أهدافه السامية، في صياغة جملة النجاح من تقاسم رغيف البذل، والجهود العملية، ليبقى الوطن نغمة الموجة على لسان الطير، ونبرة الكلمة في معجم البلاغة، وحنكة العقل وهو يتدبر طرائق الأهداف، ليصنع عرشه على شغاف الغيمة، ويبني مجده من أهداب الشمس، والقافلة تمر، وتعبر المحيط والرسالة واضحة وجلية أن الإمارات وطن الإنجازات، وموئل الحب، ومنزل العلاقات الحميمية مع الآخر، ومن يقرأ المشهد في الإمارات، يستنتج أن لا حياة من دون فريق عمل تتضامن الأكتاف فيه، والأقدام أنهار تقود إلى طريق الخير، والمودة والتسامح وهذا هو ثالوث النصر، والظفر بأجمل المنجزات، وأكمل المكتسبات، وأشمل المشاريع التي تعبر عن رحلة إماراتية إلى المدى مكللة بالفرح، متوجة بالقناعة أننا جميعاً، نحمل الوطن في حقائب القلب، مسطرين ملاحم تاريخية لا يشبهها إلا ما يحدث هنا، في قلب الصحراء، عند شفة البحر، وتحت سقف الغيمة، وبمحاذاة النجمة، هنا في الإمارات، النجمة الطالعة من أحشاء التطلعات المهيبة، والغيمة التي نثت، فحثت الأشجار كي تخلع عنها لباس التقشف، مسترسلة في الزهو.
هذه هي الإمارات التي حلم بها المؤسس الباني، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعلى أثره الطيب تسير القيادة الرشيدة بحنكة القابضين على جمرة الوعي، وفطنة الحكماء، لأجل وطن لا تتوقف له جداول، ولا تسأم أشجاره من الوصول إلى الأفق، وتحقيق النصر المبين.