هل كان في السقوط المريع للعين بالرياض أمام النصر بخماسية، ما يفاجئ، ما يصيب بالصدمة، وما يجعلنا نقطب الحواجب استفهاماً واستنكاراً، ثم استغراباً؟
ليس ما يفاجئ أو ما يصدم، هي الخسارة الثانية توالياً للعين في موسم الدفاع عن اللقب الآسيوي، ولكن النتيجة العريضة هي التي تجعل من الخسارة أمام النصر عسيرة على الهضم.
ولو كان الأمر حادثاً عرضياً يشبه كثيراً مما يقع للأبطال بين الحين والآخر، بخاصة عندما تتنكر لهم كرة القدم، لهان الأمر، ولقلنا إن العين سقط، لأنه لم يكن في يومه، ولأن أداءه الجماعي الذي قاده للقب الآسيوي الموسم الماضي كان مبنياً للمجهول، وحتما سيقف العين مجدداً على قدميه عندما تزول أعراض الانتكاسة، إلا أن ما حدث أمام النصر بالرياض كان تحصيلاً لحاصل الضياع التكتيكي الذي لم يتمكن الفريق جماعياً، من التخلص منه منذ بداية هذا الموسم، إن كان، محلياً أو قارياً، والشاهد عليه ما تأتينا به مباريات العين في دوري أدنوك، أو في دوري أبطال آسيا، فهذه ثالث خسارة على التوالي للعين في مسابقة كان هو ملكها في الموسم الماضي، الأفظع والأنكى من كل هذا أن العين البطل يتذيل ترتيب أندية شرق آسيا بنقطة وحيدة، من تعادله أمام السد القطري، وثلاث هزائم استقبل خلالها 14 هدفاً.
هذه الأرقام الصادمة، إذا ما أضفنا إليها الخسارة أمام الأهلي المصري بثلاثية نظيفة تحيلنا على انهيار أكثر منه استعصاء، على إفلاس المنظومة التكتيكية، وعجزها عن تهوية طريقة اللعب، بما يسمح لها بابتكار متغيرات تنهي حالة الجمود الرهيب الذي يظهر على بنية الأداء.
العين لا يشكو فقط من نسبة ضعيفة، سواء في صناعة الفرص السانحة أم في تحويلها لأهداف، ولكنه يشكو أيضاً، وهذا هو الدال على وجود نزيف غير طبيعي، أنه يستقبل أهدافاً كثيرة، فقد استقبل 15 هدفاً في أربع جولات لدوري أبطال آسيا، واستقبل 9 أهداف في 5 مباريات لعبها حتى الآن في دوري أدنوك للمحترفين.
وبحسبة سريعة، نجد أن العين في 9 مباريات لعبها، محلياً وآسيوياً، استقبلت شباكه 24 هدفاً، وتلك دلالة قوية على أن العين فقد واحدة من أكبر مزاياه، سرعة ونجاعة التحوّل بخاصة من الحالة الهجومية إلى الحالة الدفاعية، وقد كانت مباراتا الهلال والنصر أوضح دليل على فداحة الأخطاء التي ترتكب عند تمثل الواجبات الدفاعية، ليس كلاعبين، ولكن كمجموعة، وهذا أمر لا يُسأل عن معضلة تكراره مرات عدة، سوى المدرب كريسبو، الذي يبدو أنه هو الآخر وجد طريقاً ليتربع على قمة القارة، ولكنه لم يجد وصفة تقاوم جاذبية الهبوط من هذه القمة، ليرحل عن الفريق.