نجحت خلوة الرياضة في تحديد إطار عام للرياضة في الدولة وفق الاستراتيجية الوطنية، وذلك رغم غياب بعضهم عن حضور الخلوة الرياضية التي عقدت الأسبوع الماضي، لإجراءات التسجيل المتعارف عليها في منتديات الهيئة العامة للرياضة وفق المسمى السابق، أو الوزارة بمسماها الحالي، برئاسة معالي أحمد عبدالله بالهول الفلاسي، وزير الرياضة.
كان الحضور مميزاً وأضفى وجود عدد من الوزراء المسؤولين بُعداً إيجابياً، مما يعكس العمل المشترك مع الوزارة والمؤسسات والهيئات الرياضية التابعة، وجسدت الخلوة سبل الارتقاء بالمنظومة الرياضية وتطلعاتها في المرحلة القادمة، بتضافر الجهود المشتركة لتحقيق الأهداف المرجوة، بعد أن تذبذبت النتائج في المرحلة السابقة لأسباب يعرفها الجميع ويتغاضون عنها، منفردين، كل حسب أهدافه وأجنداته.
وكانت لمخرجات الخلوة بوادر إيجابية، معظمها تمس الجوانب الإدارية، والقليل منها فنية ومالية، رغم أن جل مخرجات اللقاءات السابقة «والتي كانت شبيهة بالخلوة» كانت تصب بالجوانب المادية، وتفرغ الرياضيين في أحيان كثيرة في الرياضات الأخرى، بخلاف كرة القدم المحترفة وبعض أندية الدرجة الأولى.
ولأول مرة جمعت الخلوة بعض الوزارات ذات العلاقة بالقضايا الشبابية، ووزارات الهموم المشتركة في بعض الاختصاصات، إن لم تكن رياضية، فهي شبابية وثقافية، وبناء الشاب الإماراتي القادر على تجاوز الصعاب في مسيرة العمل المشترك في بناء الدولة وتأهيل شبابها، لمواصلة المسيرة المظفرة في مختلف المجالات. لذلك استشعر معالي وزير الرياضة أهمية تضافر الجهود في المرحلة القادمة، بتوحيد الرؤى والأهداف في المؤسسات ذات العلاقة بالشأن الرياضي والشبابي وحتى الثقافي، بمشاركة جميع الأطراف في الخلوة التي استخلصت مخرجاتها بقرارات تصب جميعها في الشأن الرياضي في المرحلة القادمة، وتوحيد الرؤى والأهداف ومركزية القرار، بعد التشاور مع الأطراف ذات العلاقة، لتكون النتائج هادفة تتوافق مع الآمال والتطلعات.
خلوة تجاوزت الأطر المألوفة، وصبت مخرجاتها في تصحيح المسار، بتعاون جميع الأطراف ذات العلاقة بالشأن الرياضي، وفق تخصص كل منها في العمل المشترك، لتحقيق الأهداف المرجوة، فالقادم - بإذن الله - يبشر بالخير والازدهار لرياضتنا، إذا ما تجاوزت الأطراف ذات العلاقة نطاقها المحلي إلى العمل المشترك لبناء فرق ومنتخبات تقارع نظيراتها في البطولات القارية والدولية.
كانت الخلوة فرصة لوضع النقاط على الحروف، ومناقشة قضايا الرياضة بأسلوب علمي شفاف، وصولاً إلى اختيارات جيدة للاعبينا في المحافل الدولية، بحثاً عن تحقيق الصعود إلى منصات التتويج، وتحقيق الميداليات، مع الإقرار بأن رياضتنا تستحق الأفضل.