اِحْمِلْ قلبَكَ واسبِقْ بهِ خُطاكَ إلى الأفقِ البعيد. المُهم أن يكونَ قلبُكَ متحرراً من الشكِّ كي يزرعَ بذورَ الإيمانِ بالجمالِ في التربةِ القاحلة. وإلا، ستظلُ تائهاً، غريباً في الأرضِ التي لا تحتضنُ غريبَها.
- أنْ تُمسِكَ بيدِ المظلومِ لِتَنتَشِلَهُ من حفرةِ الألمِ، ليسَ فعلاً عابراً، بل هو ولادةٌ جديدة، حياةٌ تُبَثُّ فيهِ. ستسمعهُ لاحقاً وهو يغردُ، منتمياً إلى العصافيرِ، وكأنها اكتشفتْ سماءً جديدةً تُحلِّقُ فيها.
- الكلمةُ المخنوقةُ على لسانِك، الكلمةُ التي لم تقلها بعدُ، هي ما يجرحك. تماماً كما القلقُ المتسرِّبُ إلى قلبِك هو ما يُغرِقُك. ومع ذلك، أنتَ تتمادى في الكلامِ بلا حكمةٍ ظاهرة، وتمضي لِتشربَ من السرابِ قطرةَ العطشِ، ولا يرتوي بها جَمرُكَ، ولا يهدأُ ضجيجُ الكونِ في عينيك.
- لو أنَّك مَنحتَ الفقيرَ حياةً جديدةً، بدلاً من كِسرةِ الخبزِ، لأصبحَ قلبُك مأوى للرحمةِ التي مأواها النور. ذلكَ لأن الحياةَ تصيرُ حقاً حياةً حينَ تُعاش، وليسَ حين نجلسُ العمرَ كلَّه، بانتظارِها.
- اليدُ المفتوحة، اليدُ التي تَمْنَح، تكونُ مفتوحةً باتجاهِ السماءِ. أما اليدُ التي تأخذُ وتنهبُ، فهي مُغلَقةٌ على الشوكِ، ولا بدَّ يوماً أن يتسرَّبَ للأرضِ نزيفُها.
- السعادةُ ليستْ في الذَّهبِ، بل في الصَّفو. عندما تُلامِسُ روحُكَ السَّكينةَ وتَتَفَتَّحُ لكَ أسرارُ الوجودِ وأنتَ تبتسمُ من دَهشةِ اكتشافِها. أما ما دون ذلك، فهو اللهاثُ في مستنقع أوهامٍ زائلة.
- كي تُلامِسَ نورَ الحقيقة، عليكَ أن تتجرَّدَ من فكرةِ السَّعيِ لها. فقط انزع الأحمالَ من على روحِكَ ثِقْلاً بعدَ ثِقْل، تَطهَّرْ من الحاجةِ، وستبدأُ الرؤيةُ بالوضوح، وسترى أنْ لا نهايةَ أو بدايةَ لمسعى الروح.
- إنْ سلكتَ يوماً طريقَ الحُبِّ، لا تنتظرِ الوصولَ إلى النهاية. لأنَّ مروركَ فيهِ للحظةٍ، هو الخلودُ المُجرَّدُ من كلِّ غاية.
- من يظنُّ أنَّهُ أدرَكَ النهايةَ مخطئٌ دائماً. في اللَّحظةِ الأخيرةِ، يتغيَّرُ كلُّ شيء، يكتشفُ الأولُ أنَّهُ الأخيرُ عندما تتبدَّلُ المساراتُ ويتيهُ البشرُ في محطاتٍ لا تصلُ قطاراتُها أبداً.
- الطائرُ الحُرُّ لا يخشى السُّقوطَ في النَّار. لقد قرَّرَ أن يُحلِّقَ عالياً وهو يُدركُ أنَّ ألسنةَ اللهبِ ربما تحرقُ أطرافَ جناحيهِ، لكنها لا تُثنيهِ عن معانقةِ المطلقِ والإبحارِ فيه.
- مَن يركضُ في الدائرة، لا يعودُ يُدركُ أنَّهُ حيٌّ. وأنَّ هناك في الخارجِ، أُفقاً وأُغنيةً وأرضاً مفتوحةً للرَّكضِ والصَّهيل.