منذ أيام، كشفت مجلة «فرانس فوتبول» عن قائمة مرشحيها الثلاثين لنيل جائزة الكرة الذهبية للموسم الكروي 2023-2024، وطبعاً بعد أن انقضى زمن تقليب اللائحة لجرد من حضر، وما كان يستحق ذلك، ومن غاب وتقول الأرقام والإحصائيات إنه مع غيابه ظُلِم، جاء زمن التكهن بمن سيرث الأسطورتين البرغوث ليونيل ميسي والدون كريستيانو رونالدو، تأسيساً لزمن كروي جديد ينتقل فيه عرش كرة القدم لممالك أخرى.
مضت مجلة «فرانس فوتبول» كعادتها في جرد أصوات من قررت أن تحكِّمهم لمختلف جوائزها، وهم صحفيون تعتمد المجلة في حصر أسمائهم وجنسياتهم على التصنيف العالمي للمنتخبات.
وبرغم أن المجلة الفرنسية صاحبة الجائزة الأشهر في العالم، لن تعلن عن اللاعب الذي سيجلس على عرش كرة القدم العالمية خلفاً لليونيل ميسي، قبل الثامن والعشرين من شهر أكتوبر المقبل، فإن الإعلاميين والخبراء والمحللين مضوا في تقديم من يرونه الأجدر بالحصول على الجائزة الفخرية التي تُثري اللاعب الموشح بها، وتفتح شهية رعاته لكي يصمموا حملات إعلانية تصور نجمهم الموشح بالكرة الذهبية في صورة بطل الأبطال، ولذلك تأثير كبير على حجم العائدات المالية من التسويق والاستشهار.
غير أن ما فعلته صحيفة «ماركا» الإسبانية تجاوز حدود الحدس والتوقع، إذ وضعت على صدر صفحتها الأولى صورة مركبة لنجم ريال مدريد، البرازيلي فينسيوس، وهو يحمل الكرة الذهبية، وكتبت بأحرف اليقين: «كل الطرق تؤدي إلى الذهب»، ولم تكتف بدعم هذا اليقين بالإحصائيات والألقاب، التي تجعل من الجناح البرازيلي المدهش والمثير للإعجاب والجدل، اللاعب الأوفر حظاً لنيل هذه الجائزة الفخرية، التي كان المعجزة رونالدينهو آخر برازيلي يتوج بها قبل عشرين عاماً، بل إنها أنبأتنا بأن الشركة الراعية لفينسيوس بدأت من الآن في تصميم حذاء ذهبي له، احتفاء بهذا الوشاح الكوني الذي سيأتي إليه طائعاً.
بالقطع لن نختلف على أن من سيكون حاملاً للكرة الذهبية في نسختها الـ 68 هو لاعب من نادي ريال مدريد الإسباني، عطفاً على موسم الملوك، الذي تزينه أربعة ألقاب، لقب الليجا، لقب دوري الأبطال، لقب السوبر الأوروبي ولقب السوبر الإسباني، وهذه الرباعية التاريخية يشترك فيها أكثر من لاعب مدريدي ورد اسمه في قائمة الثلاثين مرشحاً، وقد يزيد عنهم كلهم المدافع داني كارفاخال، الذي أضاف لعقد الألقاب الأربعة مع الريال، لقب كأس أوروبا للأمم التي توج بها مع لاروخا الإسباني، إلا أن الميل باستمرار في ميزان المفاضلة للاعب الهداف والصانع للأهداف يقول إن فينسيوس كان مؤثراً للغاية في الموسم الرائع للفريق الملكي، بأهدافه 24 (6 منها في دوري الأبطال) وبتمريراته الـ 11 الحاسمة.
أحسبه ذكاء إعلامياً من صحيفة موالية لريال مدريد، ترغب في عودة الكرة الذهبية لمعقل الملوك، لكنني بمنأى كامل عن هذا الضغط، لا أرى صدقاً من هو أحق من فينسيوس بالفوز بهذه الجائزة، فالكرة تلمع ذهباً عند قدميه.