منصة جديدة من منصات الحوار وتبادل الآراء تنطلق من الإمارات، أرض الحوار والتسامح والتفاهم والتعاون بين الدول والبشر لمواجهة التحديات والتعامل معها.
منصة منتدى هيلي اختتمت فعالياتها أمس، في عاصمتنا الحبيبة، والتي كان قد افتتح نسختها الأولى نيابة عن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة. نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية.
لقد جاء اختيار اسم منطقة هيلي التاريخية في العين للمنتدى ليعبر عن حجم الاحتفاء والاعتزاز «بالإرث العريق للمنطقة التي كانت ملتقى حضارياً وثقافياً يعود تاريخه إلى العصرين البرونزي والحديدي». واستلهاماً لهذا الإرث العريق جمع المنتدى نخبة من قادة الفكر والخبراء من شتى أنحاء العالم، الذين وفرت لهم الإمارات هذه المنصة، كعادتها في تشجيع الحوار وتبادل الآراء حول أهم القضايا التي تواجه المجتمعات وطرح الحلول من أجل صالح الجميع.
المنتدى، وعلى مدى يومين، وجلساته في القاعة الرئيسة والقاعات الفرعية انعقد تحت شعار «نظام عالمي مضطرب: قراءة في المفاهيم، والتشكيل، وإعادة البناء»، ناقش قضايا عالمية مُلحَّة، مع تركيز خاص على منطقة الشرق الأوسط، بمشاركة قادة فكر وخبراء دوليين ودبلوماسيين وأكاديميين، الذين تناولوا في كلماتهم ومداخلاتهم أبرز التحديات والتحولات والحلول لمعالجتها.
لقد حظيت كلمة معالي الدكتور أنور قرقاش الافتتاحية باهتمام ومتابعة واسعة، وهي تسلط الضوء على مواقف الإمارات وعلاقاتها الخارجية ومبادراتها الإيجابية والبناءة انطلاقًا من رؤى وتوجيهات قائد المسيرة المباركة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. سموه يؤكد دائماً - كما قال معاليه - على «بناء المزيد من جسور التواصل والعلاقات المتينة مع أكبر عدد ممكن من الدول والمنظمات العالمية» لما فيه خير الشعوب والعالم قاطبة. لإيمانها الكامل بأهمية «التعاون وتضافر الجهود، وفي وقتٍ يواجه فيه العالم تحديات جساماً، نجد أمامنا فرصاً واعدة». معتبراً أن العالم يقف «عند منعطف تاريخي، والقرار الذي سنتخذه اليوم سيحدد ملامح مستقبلنا». وتلك هي الغايات من وجود منصات الحوار والنقاش بين مفكري العالم. وأشار معاليه لدور دولة الإمارات على كافة المستويات، وأنها «لا تتصرف منفردة، بل بالتنسيق مع الدول المجاورة والصديقة التي تشاطرها الرؤى نفسها».
أمام النجاح الكبير والمتميز للنسخة الأولى من منتدى هيلي، نشكر المنظمين على حسن ومستوى التنظيم، ونحيي حرصهم على تقديم محاورين من شباب الإمارات الأكفاء الذين أداروا عدداً من الجلسات بكل كفاءة واقتدار، وبانتظار المزيد.