تسنى لي زيارة الخيمة أو المركز الذي أقامته الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي في منطقة العوير لتصحيح أوضاع المخالفين لقانون الإقامة بموجب المهلة الممنوحة لهم بقرار من مجلس الوزراء الموقر، والتي تقترب من شهرها الثاني وتمتد لنهاية شهر أكتوبر المقبل.
عندما يسمع بعضهم كلمة خيمة يعتقد أنها -كما في الصور النمطية- تقليدية منصوبة في العراء، ولكن خيمة العوير قلبت المعنى بكل ما يعنيه الوصف. خيمة مكيفة بالكامل مقامة على مساحة كبيرة ومقسمة لأقسام عدة تتوافر فيها كافة الخدمات التي يحتاج إليها المراجع، وتنتشر بين جنباتها الثلاجات التي توفر المياه والعصائر والفواكه المبردة مجاناً.
لست هنا بصدد الحديث عن أرقام من استقبلهم المركز، فذلك تتناوله الإحصائيات والبيانات الصحفية للإدارة بين فترة وأخرى، وإنما أتوقف أمام التعامل الإنساني لموظفيها بإشراف ومتابعة الفريق محمد أحمد المري، مدير عام الإدارة. فبين جنبات تلك الخيمة أو المركز قصص تحمل أحلاماً بغدٍ أفضل لم يحالفها الحظ. وجدوا هناك تعاملاً إنسانياً راقياً لتسهيل أمورهم، وهناك من دخل الخيمة معتقداً أنها نهاية الرحلة فإذا بها تسجل له بداية جديدة مع فرصة وظيفية من خلال الشركات التي تواجدت في عين المكان للاستفادة من العمالة الراغبة في تصحيح أوضاعها.
كانت هناك حكايات إنسانية، كتلك الأم الأفريقية التي كانت حائرة مع وليدها لا تعرف من أين تبدأ مشوار تصحيح وضعها، فتسلمتها موظفات المركز وأنهين معاملتها في غضون دقائق بكل يسر ورقي. وذلك الآسيوي الذي تداول مغردون مقطعاً مصوراً وهو يغادر فرحاً عائداً إلى وطنه بعد تصحيح وضعه وحصوله على إذن مغادرة، بعد أن كانت غرامة التأخير المترتبة عليه، وقدرها ثمانون ألف درهم، تقف دون تمكنه من المغادرة. أو ذلك المقيم من آسيا الوسطى الذي جاء باحثاً عمن يعينه فتيسرت أموره في غضون دقائق.
قصص عديدة خرجت للعلن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حظي حساب توعوي بالمهلة، يتبع أحد المؤثرين، بأحد عشر مليون مشاهدة حتى يوم أمس الأول.
مشاهدات ولقطات وحكايات تجسد التعامل الإنساني مع المستفيدين من المهلة وتمثل حرص الإمارات على إتاحة الفرصة لهم لبداية جديدة في إطار ما توفره من رعاية وتقدير للعمالة الوافدة، وجعل منها وجهة مثالية للراغبين في العمل والإقامة في الدولة، وتعززت معها تنافسية «بلد زايد الخير».
شكراً لموظفي وموظفات «إقامة دبي» الذين نهلوا من نهج قيادة تدعونا دائماً لنكون «مفاتيح للخير».