«خليجنا واحد.. وشعبنا واحد»، هكذا كان شعار دورات كأس الخليج منذ انطلاقتها في السبعينيات، كانت بطولات جميلة وقوية بأحداثها وفعالياتها وحضورها ومفاجآتها!
- أول بطولة لدورة كأس الخليج لم أحضرها، ولم أشاهدها، ولكني سمعتها من خلال ذلك الراديو الصغير الذي لم يكن يفارق طفولتي، كانت البطولة في الكويت، ومشاركة الإمارات لأول مرة، والمباراة بين البحرين والإمارات، ويومها فجرّت الإمارات مفاجأة من العيار الثقيل، أيام «بوشنين» وجاسم محمد ويوسف محمد وإبراهيم رضا وسهيل سالم وحمدون.
- لم تعد دورات الخليج كما كانت عليه في أيامها الماضية، كالثمانينيات والتسعينيات، حيث كانت الألفة والمودة والفرح باللقاءات الأخوية، كانت بمثابة مهرجانات حقيقية للخليج بأجمعه، تجمع الرياضة بالفن والغناء بالأعمال المسرحية والأنشطة المدرسية، وبعض الألعاب المصاحبة، كانت هناك عِشرة ومرحبانية، وروح رياضية خليجية.
- أيام دورات الخليج الأولى كانت هناك في البداية رياضة شبه بدائية، لكن جمهورها كان كبيراً، وفي غضون وقت قليل تطورت الرياضة من خلالها، فدفعت بمنتخبات خليجية أربعة للوصول لكأس العالم، وبدولة منظمة، ودولة أخرى ستنظمها في السنوات المقبلة، وهذا انتصار للرياضة الخليجية والعربية في العموم.
- قبل الاستوديوهات التحليلية، التخريبية، ومصارعة المذيعين والمعلقين غير الرياضيين، كانت دورات الخليج تبدأ بابتسامة، وتنتهي بابتسامات.
- دخول العراق الذي كان يلعب بطولة، وينسحب من الثانية، أضفى على دورة الخليج بعداً آخر، ومنافسة مختلفة، وحماسة «ثورجية» جديدة لم نعتدها.
- دخول اليمن الذي جاء متأخراً، ولم يقدم شيئاً جديداً، وظل اليمن يصارع المراكز الأخيرة، ويتعثر في إقامة الدورة في بلده السعيد، حيث تجد الموهبة ولا تجد الاعتناء ولا الاهتمام، وقد أوجعني أمر أن راتب اللاعب اليمني لا يتعدى 120 درهماً.
- منتخب البحرين يلدغ وهو ساكت، يعني يمكن يهزمك ثلاث مرات واحد صفر بس!
- أكثر المنتخبات تطوراً منتخبا عُمان والإمارات، فبعد السبعة صفر، والستة واحد، والأربعة اثنين، والمراكز الأخيرة المعدة مسبقاً لهما، انقلب الحال «دراماتيكياً» أو تبدل الوضع «راديكالياً»، ففازت الإمارات ببطولتين، وعُمان ببطولتين، والقادم ينتظر.
- لم يصل حال منتخب الكويت، أكثر المنتخبات استحواذاً على كأس بطولة الخليج، حيث فاز بها عشر مرات، مثلما وصل به الحال في الدورات الأخيرة.
- شهدت دورات الخليج في تاريخها مشادات إعلامية، وسياسية، كانت تهدد إقامتها أكثر من مرة، بدءاً من تسمية البطولة «كأس الخليج العربي»، وانتهاء بإثارة بعض النزعات القبيلية، وحكايات الحروب القديمة، وانتهاء بحقوق البث والاحتكار، والانسحابات المفاجئة، وفترات حروب.
- مرت على دورات الخليج شخصيات رياضية في غاية الاحترام والاحتراف، من لاعبين وإداريين ورؤساء اتحادات، ومرت شخصيات هزيلة ظهرت فجأة، وانطفأت فجأة، لأنها كانت محسوبة بالغلط على الرياضة وروحها، كما أن هناك شخصيات لها من الظرافة وخفة الدم، وذكاء التعليق، مما تعد فاكهة البطولة على الدوام.
- دورات الخليج استطاعت أن تخرج من حيزها المحلي إلى الحيز العربي في السنوات الأخيرة بفضل تقنيات التواصل والاتصال، ولم تصل للمشاهدة عالمياً حتى في نهائياتها.
- خلال تاريخ بطولة الخليج، غيب الموت شخصيات مشهورة، وأقعد المرض نجوماً كباراً، فللغائبين الرحمة، وللمقعدين الشفاء والفرحة، وللمقاومين في الحياة وحبها دوام الصحة والحال.
- أيام الشباب النضر، رحنا حتى العراق لمتابعة هذه البطولة، يومها كنا نريد أن نكذب مدربنا الإنجليزي «دون ريفي» لقوله إن منتخب الإمارات يريد له 10 سنوات لكي يتطور، لذا كانت نتائجنا في ملعب الشعب في بغداد تثبت صحة نظريته، لكن بعد عشر سنوات صعدنا لكأس العالم، لروحك السكينة يا «دون ريفي».