فرد جناحيه بلونيهما الأبيض و(القرمزي)، مسح بحيرة القرم، ثم حط على شجرة كبيرة خضراء، وديع ورقيق هذا الطائر، الذي يعبر البحر بخفة جميلة، مسالم جداً، يطير بهدوء، تعجبة الخيران والمسطحات المائية التي تحيط بها أشجار القرم، يسير بخفة وهدوء، يخوض البحر الضحل، الساكن والراكد وكأنه صياد يخاتل فريسته، تساعده سيقانه الطويلة على عبور البحر، جميل وخفيف الظل، زاهي الألوان، يعشق الصمت، لا يحب الضجيج مثل طيور البحر الأخرى.
 تتعدد أنواع هذا الطائر (الفنتير) أو الفلامانجو، يشاركه في الصفات والحياة اليومية العديد من الطيور التي تعشق مياه الخيران، والأقرب إليه هو طائر (الخصيفي) ذو اللونين الأبيض والرمادي، كذلك يشترك هذا الطائر في الصفات مع أنواع أخرى من الطيور التي تخوض في المياه الهادئة، ومنها طائر (الطليلي) وكروان البحر ثم طيور أخرى صغيرة، عالم طيور الخيران والمسطحات المائية، شيء جميل ويزيد من روعة المكان وجماله.
هذه الطيور جافلة بطبعها، لا تحب الحركة الزائدة، تهرب من الحركة والتجمعات البشرية، لقد كانت تأتي في الماضي مثل زائر عجل، قصير الإقامة، سريع الرحيل، وربما كانت هذه المناطق محطات استراحة قصيرة، ثم الرحيل، كانت لا تأمن المكان وتخاف من بنادق الصيادين والذين ينتظرونها بسلاحهم وبنادقهم (الشوزن)، وكأن حرباً بينهم وبين هذه الطيور الجميلة. ربما كانت الظروف والحياة قاسية وصعبة في الماضي وتحتاج أن يحصل الإنسان على قوت يومه من الطيور أو الحيوانات الصحراوية، حيث لم تنج أو تسلم الأرانب أو الغزلان، بل حتى الضب، فما بالك بالطيور المسالمة بطيئة الطيران، والتي تصل إلى الساحل عندما يأتي فصل الشتاء أو الصيف أو الربيع.. هذه الطيور الجميلة تعيش الآن هنا في سلام وأمان، وتنال رعاية وعناية كبيرة واهتماماً عظيماً، بل إن كثيراً من هذا النوع من الطيور استقر وعاش وتكاثر، عندما تعلم بالتجربة أن هذه الأرض هي محطة السلام والأمان، بل إن مشاريع كثيرة ظهرت في الاهتمام بمياه الخيران، وزراعة تلك الأماكن بالعديد من أشجار القرم وهي الشجرة المائية المهمة لتربية بعض الأسماك وتكاثرها، وهي بدورها غذاء للطيور الجميلة.
 كلنا يعلم أن طائر (الفنتير) الفلامانجو من أجمل هذه الأنواع من الطيور، حيث تتوزع عليه الألوان الجميلة ويمتزج اللون (القرمزي) الزاهي باللون الأبيض، ويظهر بديعاً عندما يحلق فوق البحر، فارداً جناحيه للريح، حيث تظهر تلك الألوان الجميلة ممزوجة بلون البحر والسماء. كذلك بعض هذه الطيور تتنوع وتتوزع عليها الألوان الأخرى وهي في غاية الجمال. كل هذه الطيور تنال الحماية والعناية المهمة بالحياة الطبيعية في الإمارات، حيث تزيد من جمال هذا البلد الجميل، وترسخ عادات جميلة عند الناس بالمحافظة على الحياة الفطرية والطبيعية في البر والبحر، إنه الهدف الثابت لمشروع العناية بكل جميل هنا في البلد الجميل.. في المناطق التي فيها أشجار القرم، تظهر مشاريع تعتني بهذه الشجرة وزيادة عددها، في خيران مدينة أبوظبي ومدينة دبي، وكلباء، لقد تغيرت أماكن مياه الخيران والمسطحات المائية، التي تنمو فيها شجرة القرم، وازداد عدد الطيور التي تعيش هناك، بل تكاثرت واستقرت، وكأن هذا الزمن يقول لنا إن الإمارات أرض الاستقرار والسلام حتى لطيور البحر.. من أجمل الصباحات أن تحلق بنظرك مع طائر هو يعبر الماء/ البحر بخفة وهدوء وأن تستقبل يومك بهذة الرقة العذبة في الحياة.