يسرُّنا التفاعل اللافت والتجاوب الكبير من مجتمعنا العربي والخليجي مع الحملة التي انطلقت مؤخراً لمحاربة «الذباب الإلكتروني»، الذي نعتبره واحداً من أخطر آفات العصر.
فرغم إدراكنا كدول وشعوب خطر «الحسابات الوهمية» في وسائل التواصل الاجتماعي؛ إلا أن الأمر كان بحاجة لمبادرة جريئة، يلتفّ حولها الجميع من الخليج إلى المحيط، وتكون بمثابة دعوة مفتوحة لزيادة الوعي، الذي يعد السلاح الأقوى والأهم في مواجهة هذه الظاهرة الخبيثة.
«طاحونة يومية» تعجّ بشائعات خبيثة، طالما يتم تسويقها في قوالب مكرّرة ومعتادة، قد تجعل من «مباراة كرة قدم»، أو مناسبة فنية، مادة دسمة تحتوي على الكثير من الفبركة والتزييف والتحريف والتزوير، وتنطوي على الإساءة للرموز، والنيل من الثوابت.
«حسابات وهمية» تتحدث تارة عن توترات هنا، وخلافات هناك، وتارة عن أزمات صامتة هنا، أو مشكلات مشتعلة هناك، بينما الهدف منها واحد، وهو إحداث الوقيعة بين دولنا وشعوبنا، بل وأحياناً أبناء الوطن الواحد.
كإعلاميين، ربما ندرك مرامي هذه الحسابات وأهدافها، وأحياناً، التوقيت الذي أنشئت في سياقه، غير أن البعض من غير المتخصصين قد ينساق وراءها بكثير من التسرع وقليل من التعقل، وهنا.. يتم استغلاله فوراً، وبكثير من الانتهازية.
وهنا، تأتي المبادرة لتقول: إنّ الفبركة والتزييف والتحريف والتزوير قواعد أساسية للذباب الإلكتروني، الذي لا يترفع عن فعل أي شيء، بينما الأكاذيب جزء أساسي في مضامين أجندته المشبوهة، وخطره المتجدد.
.. تأتي لتؤكد أصالة هويتنا الخليجية الداعمة للتعايش والسلام والمحبة والتسامح، وتشدد على مواجهة الفتن الهادفة لزعزعة أمن الخليج العربي وبث التفرقة بين أبنائه..
تأتي لتبين «السلوك الرقمي الصحيح» في إطاره الجمعي الذي يأخذ بعين الاعتبار التحديات، ويعي خطورة النزاعات والمشاعر السلبية، ويؤكد أهمية التحقق من مصادر الأخبار، كواجب أخلاقي تجاه مجتمعنا.
تأتي لتقول: علينا بناء فضاء رقمي يحترم القيم ويدعم الحقيقة ويتكاتف لفضح الأساليب الخبيثة لمنتهجي الأكاذيب الذين يجيدون الفبركة والتزييف والتحريف والتزوير.
التحيّة لمعالي عبدالله آل حامد، وكل من تفاعل مع المبادرة التي أطلقها، بينما سيظل الوعي أساس الترابط الخليجي، في ظل علاقات راسخة، ومصالح مشتركة، ورؤى متوافقة، فيما يبقى الذباب ذباباً.