قطعاً سيكون الفوز اليوم على منتخب قطر بالدوحة، أجمل استهلال يمكن أن يحلم به منتخب الإمارات، ولا يستعصي عليه تحقيقه، لواحدة من مراحل الحسم التي ستسمي مبدئياً ستة منتخبات آسيوية تتأهل بشكل مباشر لنهائيات كأس العالم 2028، على أن تسمي آخر مراحل التصفيات، المنتخبات التي بها يكتمل العقد الآسيوي في مونديال 48 منتخباً.
بالقطع، لا يكفي الفوز مساء اليوم على العنابي، ليحقق «الأبيض» أخيراً التأهل الثاني من نوعه للحدث الكروي الكوني، بعد الأول الذي تحقق مع جيل الأسطورة عدنان الطلياني قبل 34 عاماً، فمباراة الدوحة، هي واحدة من عشرة نزالات ستبرز فيها مهارة تحصيل النقاط، والقاعدة الذهبية للتميز داخل المجموعة، بنيل صدارة ترتيبها أو مرتبة الوصافة، تقول بشيئين اثنين، أولهما: الفوز بكل المباريات التي تلعب بالميدان، وثانيهما: الحفر في الجبال وحتى في الخنادق لخطف نقاط من خارج القواعد.
وطبعاً ستسألون: كيف للأبيض أن يعود من الدوحة منتصراً في ديربي خليجي عربي قاسم للظهر، على منتخب قطري سيعض بالنواجز على فرصته لتحقيق الانطلاقة الأفضل في المنعرج «التصفوي» الحاسم؟
لا حاجة أبداً لتقليب الأوراق القديمة، وجرد ما كان من نزالات سابقة بين المنتخبين، للحصول على مشروع إجابة، فما كنت يوماً أثق في الذي نتداوله كإعلاميين عندما تتوالى هزائم منتخب أمام الآخر، من أن هناك عقدة تجثم على الأنفاس وتخنق شريان الحلم، وما كنت أعتبر التاريخ وما يحويه من قصص تستحق أن تروى، مجرد مقبلات لفتح الشهية، لذلك ستكون مباراة اليوم بين الشقيقين القطري والإماراتي نسخة أصلية وغير مستنسخة، بل ونسخة غير مسبوقة حتى لو تشابهت الظروف، وأنا هنا لا أتكلم عن نتيجة المباراة، ولكن عن فسيفسائها وتضاريسها وحتى تلاوينها التكتيكية.
إن سألت نفسي: هل يملك المنتخب الإماراتي القدرة بمفهومها الشمولي، على الفوز في مباراة اليوم، وهو الخيار الأجمل لكتابة بداية واعدة في السفر المثير؟ قلت نعم الأبيض يستطيع ذلك عطفاً على هوية اللعب التي اكتسبها مع مدربه البرتغالي بينتو، والأبيض يقدر على ذلك لأن كرة القدم لا تعرف مستحيلاً.
وإن سألت نفسي: كيف يمكن للأبيض أن يسقط العنابي بالدوحة أمام جماهيره؟
جاء الجواب سريعاً ليقول، إن الفوز يحتاج لمعادلة سحرية، وجهها الأول أداء متوازن يكثر فيه الإبداع والالتزام وتقل فيه الأخطاء الفردية التي تقوض التوازن، ووجهها الثاني تركيز ذهني جماعي للسيطرة على كل التفاصيل والجزئيات الصغيرة، فما عودتنا عليه ديربيات من هذا النوع، أن تحضر التفاصيل الصغيرة لتوجيه دفة المباريات حتى تلك التي تحضر فيها النتائج القوية، ونظن أنها فضحت شساعة الفوارق بين المنتخبين.
لو يعود «الأبيض» بثلاث نقاط من الدوحة، فإنه سيشق الجبل الأول في طريقه للمونديال.