تشرق الشمس على الإمارات هذه الأيام وهي في حلة جميلة وفرحة كبيرة بعيد الاتحاد، نرى البهجة والسعادة في عيون الأطفال وطلاب المدارس، والناس جميعاً، كل عام ووطننا الغالي الجميل يخطو بثبات في مسيرة مباركة، واحد وخمسون عاماً تمر سريعاً وعجلة البناء مستمرة بنشاط وحيوية، تكبر المدن وتعمر الكثير من المناطق الجديدة الجميلة، ويكبر الصغار ويشاركون في رفد الوطن بالسواعد الجديدة التي تأخذ مكان من بدأ الطريق والعمل في كل مجالات الحياة. بثبات قوي تسير عجلة الحياة والتقدم في مرافق كثيرة، تتطور البنية التحتية ويضاف الكثير إلى ما تم القيام به، وفي مشروع الطرق وربط المدن بأجمل شبكة مواصلات، إنجازات كبيرة، وعلى الخصوص فكرة القطار الذي يصل الآن إلى مراحله النهائية، والمتوقع من هذا المشروع أن يحدث طفرة في تطور عالم المواصلات في الإمارات، والدول المجاورة، حيث سيسرع من عملية البناء والازدهار.
كل عام والإمارات تحتفل بعيد الاتحاد وهناك الكثير قد تحقق وأنجز، مكاسب وإنجازات جديدة تأتي كلما جاء عيد الاتحاد، والمسيرة تستمر في العمل والاشتغال على المشاريع الكبيرة، بناء المدن الجديدة، تطوير الموانئ البحرية والجوية، والاستمرار في تقديم الأجمل والأفضل دائماً.
هذه الفرحة يسعد بها الجميع، ولا بد أن نحرص جميعاً كمواطنين على إتمام المسيرة في خدمة الوطن، بدءاً من الطالب المُجد في تعليمه ودروسه، إلى الموظف والعامل في مرافق الحياة المختلفة، فالعمل بصدق وأمانة وتفانٍ في خدمة الوطن هو الواجب والمهم لنا جميعاً حتى نعود بعد عام ونحتفل بالجديد في عيد الاتحاد. جميلة هذه الصورة المحتفية التي يظهر فيها الأطفال والصغار، وكذلك الأهالي الذين يزيّنون المدن بالفرح والبهجة والأعلام الكثيرة، صورة جميلة ومفرحة. وطن يعطيك الأمان والسلام والحب، لابد أن تقدم له كل ما تملك، والناس يدركون ذلك فهم يعطون الحب والفرح لوطنهم بإخلاص، هذا ما نشاهده في المدن والقرى والشوارع والمدارس، في كل المرافق العامة والخاصة.
صور جميلة عبّر عنها الناس باحتفالية واهتمام واضح، وهي رائعة ومهمة، ظهرت في أكثر من وسيلة إعلامية وتعليمية، ألا وهي فكرة قيام دولة الاتحاد من الفكرة إلى التنفيذ وتحقيق الحلم الجميل، وهي الدولة الفتية التي تطورت وكبرت بالأبناء وسواعد الرجال. إعادة تذكر كيف تجاوزت العقبات الكثيرة، هذه الأرض، ثم أصبحت الدولة منارة ضوء وتنوير، قدم الأبناء الكثير في سبيل أمانها وازدهارها وتطورها وبقاء الوطن شامخاً بناسه ورجاله. وقد أضافت احتفالية يوم الشهيد الكثير إلى الاحتفال بعيد الاتحاد. عندما يفهم الأطفال والشباب، أن الاحتفالات ليست فرحة وتمر مرور الكرام، وإنما الوطن فرحة وفداء لا ينفصلان، وكل له وقته وزمنه وأهميته، فإن ذلك هو الذخيرة والقوة والأمل في (محزم) الأيام.