تصدر وسم (#النخوة_17_يناير) قائمة الترند في الإمارات على منصة «إكس»، محققاً تفاعلاً واسعاً على المستوى العالمي بأكثر من 100 مليون مشاهدة، وهو يعكس تضامناً مميزاً من قبل المستخدمين الذين شاركوا بقيم التكاتف والتضامن التي عبر عنها الوسم الذي ينسجم مع شعار (المنح تأتي من قلب المحن) الذي حلت ذكراه الثالثة قبل أيام.
ففي عام 2022، كانت قد استهدفت ميليشيات الحوثي منشآت مدنية بالإمارات، ظناً منها، وممن يدعمها أنهم سيعزلون الإمارات عن محيطها الدولي، فيحولون دون انخراطها في القضايا العالمية، غير أن الالتفاف العالمي والدعم الدولي الذي تلقته الإمارات كان بمثابة ضربة قاسية للحوثيين.
فقد أعلن العالم حينها بدوله، وقادته، وحكوماته،ومنظماته الرسمية، والبرلمانية والدينية، والحقوقية، التضامن الكامل مع الإمارات، والتنديد بالهجوم الإرهابي، كما تم دعم حق الإمارات الكامل في اتخاذ ما تراه من إجراءات مناسبة للدفاع عن النفس، وردع المعتدين، وضربهم بيد من حديد. وهو ما تم بالفعل، حيث أعلنت القيادة أن (ثأرنا لا يبات)، وتمكنت قواتنا المسلحة من تأديب من سوّلت لهم أنفسهم بالنيل منا، مؤكدة جاهزيتها في الذود عن الوطن وحماية قاطنيه.
رد الإمارات لم يكن عسكرياً فقط، بل وجهت بالاستمرار في تقديم الدعم الإنساني للأشقاء في اليمن، كما واصلت تقديم المساعدات الطبية والإغاثية للمناطق الأكثر تضرراً، وعملت على توفير الغذاء والمياه النظيفة والعلاج لتخفيف معاناة الشعب اليمني، وسرّعت من وتيرة جهودها في إعادة بناء المدارس والمستشفيات والبنية التحتية، مبينة النخوة الإماراتية في مد يد العون والمساندة الشرعية، ومؤكدة على رسالتها الإنسانية في تحدي محاولات التخريب والإرهاب، فقدمت بذلك صورة ناصعة لقيمة التسامح الأعلى والأغلى.
لقد أعلنت الإمارات حربها ضد الإرهاب، وتصدت بحزم للميليشيات المسلحة. لم ترهبها أعمالها المشينة، بل زادتها صلابة وإصراراً على مواجهتها لنزع أنيابها وقطع أذرعها. وفي ذات الوقت ينظر العالم بعين الإعجاب والتقدير لدور الإمارات الرائد في نشر التسامح والتعايش بنفس الروح والعزيمة في مكافحة التطرف والإرهاب.
واليوم مع حلول تلك الذكرى، يرى العالم أن دولة الإمارات أصبحت أكثر قوة ونهضة وازدهاراً في مختلف المجالات، وهو ما يزيد من ترسيخ مكانتها عالمياً، مؤكدة عاماً تلو الآخر فشل الإرهاب في تحقيق مآربه في النيل من أمنها واستقرارها وازدهارها. لقد استطاعت الإمارات بحكمة قيادتها ووفاء شعبها التعامل مع ما حدث، وبالتالي الخروج منه أكثر قوة وصلابة في مواجهة الأفكار المتطرفة والمنحرفة والوقوف ضد كل من يتبنى الإرهاب.
ثم إن هذه الذكرى تحل في الوقت الذي تواصل فيه الإمارات حراكها في سبيل تحقيق أمن واستقرار المنطقة. فبدأت باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة فتح سفارتها في بيروت دعماً لاستقرار لبنان الشقيق، وذلك بالتزامن مع جهودها الدبلوماسية لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والدفع نحو إيجاد أفق سياسي جاد لإعادة المفاوضات لتحقيق السلام الشامل القائم على أساس حل الدولتين، جنباً إلى جنب مع دعم إنساني متواصل عبر عملية «الفارس الشهم 3» للتخفيف من تداعيات الحرب على القطاع.
وها هي من جديد تؤكد أن رسالتها للعالم كله هي رسالة سلام، مع إيمانها التام بأن امتلاك عناصر القوة هو أكبر ضمانة لها للحفاظ على هذا السلام وتعزيزه. لذلك فإن تطوير وتحديث مؤسساتها المعنية بهذا الشأن بات أولوية أساسية لدى القيادة الإماراتية.