تُعَدُّ دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكثر الدول استقراراً وازدهاراً في العالم، حيث نجحت في تعزيز مكانتها كوجهة مفضلة للعيش والاستثمار بفضل رؤيتها الطموحة ونهجها المتوازن في التنمية. خلال السنوات الأخيرة، استطاعت الإمارات أن تصنع لنفسها مكانة مرموقة عالمياً من خلال الجمع بين بيئة آمنة ومستدامة تعزز من جودة الحياة وتوفر فرصاً غير محدودة للمستثمرين والمواهب من مختلف أنحاء العالم.في قلب هذه الإنجازات، تبرز أبوظبي كواحدة من أكثر مدن العالم أماناً، حيث تصدرت التصنيفات العالمية للسنة الثامنة على التوالي وفقاً لتقرير «نومبيو» لعام 2024. تصدرت العاصمة الإماراتية القائمة بتسجيل مستويات قياسية في انخفاض معدلات الجريمة وارتفاع جودة الحياة، متفوقة على مدن عالمية مثل ميونيخ الألمانية وسنغافورة . هذا الإنجاز يعكس نجاح الاستراتيجيات الأمنية التي تتبعها الإمارة، والتي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة مثل أنظمة المراقبة الذكية، الذكاء الاصطناعي، والتعاون بين الأجهزة الأمنية والمجتمع المحلي.
وقد أشارت التقارير إلى أن أكثر من 96.1% من سكان الإمارات يشعرون بالأمان أثناء التجوال ليلاً، وهي نسبة تتجاوز نظيراتها في العديد من الدول الأوروبية. التفوق لم يتوقف عند الأمن فقط، بل استطاعت الإمارات أن تتصدر المشهد الاقتصادي من خلال جذب استثمارات أجنبية مباشرة ضخمة، حيث شهدت السنوات الأخيرة تدفقات مالية متزايدة، مما جعلها تحتل مكانة متقدمة عالمياً في قطاع الاستثمارات الأجنبية. في عام 2023، بلغت قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة إلى الإمارات 30.7 مليار دولار، مقارنة بـ 22.7 مليار دولار في 2022، مسجلةً نمواً بنسبة 35%. هذه الأرقام تعكس ثقة المستثمرين العالميين في البيئة الاقتصادية الإماراتية المدعومة ببنية تحتية حديثة وقوانين استثمارية مرنة ومواكبة للتحولات الاقتصادية العالمية.
وبالمقارنة مع العديد من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، استطاعت الإمارات تحقيق معدلات نمو أسرع في جذب رؤوس الأموال، بفضل الاستقرار الاقتصادي والسياسات المشجعة التي توفرها للمستثمرين. إلى جانب جذب الاستثمارات، باتت الإمارات الوجهة المثالية للمواهب والكفاءات من مختلف دول العالم.
كما أن بيئة الأعمال التنافسية وجودة الحياة العالية وتنوع الفرص الاقتصادية جعلت من الإمارات الخيار الأول للباحثين عن مستقبل مهني واعد. وقد استحوذت الإمارات على 45.4% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة إلى الدول العربية خلال عام 2023، مما يعكس بيئة استثمارية جاذبة تدعم استقطاب المواهب والكفاءات من مختلف أنحاء العالم.
وأشارت إحصائيات إلى أن الإمارات من المتوقع أن تجذب 6700 مليونير في عام 2024، مما يجعلها الوجهة الأكثر جذباً للأثرياء عالمياً، متفوقة على دول مثل المملكة المتحدة وسنغافورة. النمو الاقتصادي الإماراتي الذي شهد ارتفاعاً بنسبة 6% في الناتج المحلي الإجمالي يعكس نجاح السياسات الاقتصادية المتبعة، والتي تركز على تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي.
ومن خلال الاستثمار في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والسياحة، تسعى الإمارات إلى تعزيز مكانتها كمركز اقتصادي عالمي. النموذج الإماراتي في التنويع الاقتصادي تفوق على العديد من الاقتصادات الناشئة، حيث استطاعت الدولة توفير بيئة أعمال مرنة تواكب التغيرات السريعة في الاقتصاد العالمي، ما جعلها أكثر قدرة على مواجهة التحديات الاقتصادية وتحقيق الاستدامة المالية. الابتكار كان ولا يزال أحد المحركات الرئيسية لنمو الإمارات، حيث استثمرت الدولة بشكل استراتيجي في القطاعات الرقمية والتكنولوجية، ووضعت خططًا طموحة لتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، بدءًا من الحكومة الذكية وصولاً إلى القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والنقل. وتشير الإحصائيات إلى أن الإمارات تحتل المرتبة الخامسة عالمياً في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع الذكاء الاصطناعي، متقدمةً على العديد من الدول الأوروبية والآسيوية.
بفضل هذه الرؤية الاستباقية، باتت الإمارات اليوم واحدة من الدول الرائدة في تبني التقنيات الحديثة، متقدمة على العديد من الدول الكبرى في سرعة تنفيذ التحولات الرقمية وتحقيق التكامل بين التكنولوجيا والحياة اليومية. كل هذه العوامل تجعل الإمارات نموذجاً عالمياً يحتذى به في تحقيق التوازن بين الأمن والتنمية الاقتصادية، حيث نجحت في خلق بيئة توفر الاستقرار والرفاهية في آنٍ واحد، ما يجعلها الوجهة المثالية للأفراد والشركات الباحثة عن فرص للنمو في بيئة مستقرة وآمنة. الإمارات ليست فقط بلداً للاستثمار والعيش، بل هي قصة نجاح تتحدث عن رؤية قيادية طموحة استطاعت خلال عقود قليلة أن تحوّل الصحراء إلى واحة من الابتكار والأمن والازدهار.
*لواء ركن طيار متقاعد