منازل محترقة يظهر ظل ركامها في مياه أمطار هطلت وتجمعت بعد حريق إيتون في ألتادينا، بولاية كاليفورنيا. مع اجتياح الأمطار التي طال انتظارها عبر مقاطعة لوس أنجلوس يوم الأحد الماضي، يكمن الخطر من إمكانية تعرض المنطقة لفيضانات مفاجئة أو انهيارات طينية. 

لكن هناك خطر آخر أكثر إثارة للقلق، فالمطر الذي يسقط على منطقة محترقة مؤخراً، يلتقط الملوثات من الرماد، ومن مركبات متفحمة وغيرها من الحطام، ثم يحمل الملوثات من خلال مياه الأمطار إلى مناطق أخرى. المشكلة تكمن في خطر ما يمكن وصفه بجريان مياه سامة تلحق الضرر بالبيئة وصحة الإنسان.
ويوضح جاكسون ويبستر، أستاذ بجامعة ولاية كاليفورنيا، «شيكو»، الذي درس تأثير حرائق الغابات على أنظمة المياه، أن الحرائق تطلق الملوثات من أشياء تحرقها، كما أن حرارتها تخلق مركبات سامة جديدة. الرماد الذي تتركه الحرائق يصبح ملوثاً بالمعادن والمبيدات الحشرية والمنتجات الثانوية من البلاستيك المحترق وجميع أنواع المواد الضارة الأخرى، بما في ذلك مواد كيميائية ضارة على المدى الطويل تذوب في مياه الأمطار. 

ومن الواضح أن الحرائق في الأراضي البرية تعرض أنظمة المياه للخطر. وفي السياق ذاته، يوضح أندرو ويلتون، أستاذ الهندسة البيئية والإيكولوجية في جامعة بوردو، إن الجريان السطحي السام يهدد الكائنات الحية التي تعتمد على المياه النظيفة، مثل الأسماك، وكذلك البشر الذين يتلامسون بشكل مباشر مع الماء أو الملوثات التي تتركها عندما تتبخر.
الجريات السطحي السام من منطقة حضرية أو ضواحي محترقة هي موضوع بحث علمي نشط، ولم يقم الباحثون بعد بتطوير صورة كاملة للمخاطر. وأضاف أنه مع تزايد تواتر حرائق الغابات، يحصل الباحثون على المزيد من البيانات لفهم المشكلة بشكل أفضل.

(الصورة من خدمة نيويورك تايمز)