تستضيف وزارة الداخلية اليوم في أبوظبي ورشة «إعداد الاستراتيجية الخليجية لمكافحة المخدرات (2025 - 2028)»، والتي تنظمها الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وتستمر لمدة يومين بمشاركة القطاعات المعنية في مجال مكافحة المخدرات من وزارات الداخلية، والعدل، والصحة، والتعليم، والشؤون الاجتماعية، والإعلام، ووكالات الأنباء الوطنية، وهيئات الجمارك والمنافذ، ومركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات، وممثلي لجنة غسل الأموال، وممثلي حرس الحدود، وخفر السواحل بدول المجلس. وجاء في معرض الإعلان عن الورشة أن هذه الشراكة «تهدف إلى بناء نموذج ريادي خليجي موحد يعد الأول إقليمياً، وتبني أفضل الممارسات المتبعة في مجال مكافحة المخدرات، والخروج باستراتيجية موحدة على مستوى دول الخليج العربية، وفقاً لمعايير الأمم المتحدة، وذلك لتعزيز أمن المجتمعات الخليجية وصون مكتسباتها».
جرى الإعلان كذلك بأن «الورشة وما ستشهده من جلسات نقاشية وأفكار ابتكارية تعمل على إرساء مسارات وآفاق جديدة من شأنها تعزيز الجهود العالمية في مجال مكافحة المخدرات والوقاية منها عبر تبادل المعلومات والخبرات العلمية والعملية ومتابعتها، إضافة إلى دراسة أسواق المخدرات واتجاهاتها، وتطوير استراتيجيات مكافحتها، وصولاً إلى تحقيق مخرجات نوعية متميزة، وتطوير منظومة تشريعية خليجية، تشكل بمجموعها خريطة طريق فاعلة، للحد من انتشار آفة المخدرات والمؤثرات العقلية، وتجفيف منابعها حمايةً للأفراد، وضماناً لاستقرار المجتمعات».
لا يخفى حجم الاستهداف الذي تقوم به عصابات الاتجار بالمخدرات ذات العلاقة الوطيدة والارتباط القوي بالتنظيمات الإرهابية تجاه مجتمعاتنا الخليجية، لاعتقادها بأنها مجتمعات وفرة يسهل اختراقها وجر شبابها نحو مستنقعات الإدمان على المخدرات، ومن ثم تعطيل طاقاتها ومسارات التنمية فيها، وتقويض أمنها واستقرارها. كما تنظر إليها كسوق كبيرة ونقطة عبور نحو مناطق أخرى من العالم، لما تتمتع به المنطقة كذلك من حركة نقل جوي وبحري نشطة. ونلمس ذلك الاستهداف الشرس من قبل عصابات الاتجار بالمخدرات، من خلال مستوى الإغراق الذي تتبعه، ونحن نشهد الكميات الكبيرة من المضبوطات من مختلف أنواع المخدرات والعقاقير والمؤثرات العقلية التي تنجح العيون الساهرة لرجال المكافحة في ضبطها، بفضل اليقظة العالية التي يتمتعون بها، والاستثمار الكبير في القدرات والإمكانات الفنية والمادية لضمان التصدي الفعال لتلك العصابات وتجار السموم الذين يتربصون بشبابنا.
الرهان كبير على مخرجات الورشة، وتحقيق أهداف الاستراتيجية الخليجية لمكافحة المخدرات لنكون معاً في مواجهة المخدرات، صوناً لمجتمعاتنا من شرور هذه السموم، وحماية كل من فيها لتبقى مستقرة مزدهرة عصية عليهم، وعلى مخططاتهم الإجرامية.