- وقفة الرجال الصادقين، وأفعال الفرسان النُبلاء، لا يقدر عليهما الحكاؤون المثرثرون، ولا يقوى على إتيانهما من في عيونهم رمد المنافع والمصالح وحسابات شخصية رخيصة، دولتنا هم قادتنا، وقادتنا عنوان دولتنا، أكفهم بيضاء، مثل ما هو مسلكهم، لا يحسبونها حساب الجبان الرعديد، والبخيل العنيد، ولا المباهي المنتظر عدسات الكاميرات، عملوها في سرهم، وفي لمحة بصرهم، وحدهم دون غيرهم يدركون معنى الأخوة وندائها، ألم الشقيق، وثقل همّه، الإنسانية وضريبتها السامية، طائرات محملة، ومساعدات مرسلة وأشياء كثيرة لا تتوقف صادرة من الإمارات للمحتاج والمضطر الفقير، والصديق الذي في ضيق، ولمن استغاث، وقال: ليس لنا من شهامة، ودار علامة غير الإمارات، وليس لنا من أصدقاء صافي النفوس غير قادة الإمارات.
- هناك أناس تخبئ لهم شكراً متواصلاً، ولا تعرف أن تترجمه لمفردة تفرحهم، ولا هم قادرون أن يستشفّوه من حنايا ضلوع الصدر، ومن الآهة التي تجرح أطراف الحنجرة.
- لا أعرف لِمَ يصرخ الإنسان حينما لا يعجبه شيء؟ وكأنها ردة فعل طبيعي، الصراخ مرتبط بالألم والوجع، فهل ما لا يعجب النفس يؤلمها؟
- في ناس تلقاهم يتعبون في حياتهم تعباً، يتعلمون، ويحرمون أنفسهم من متع الحياة، ويجتهدون، ويكون الواحد منهم الأول على صفه، ويقضي سنوات الجامعة ليس مثله في الالتزام والجدية، ويحقق نتائج مبهرة، وتجده يتخصص وفق متطلبات السوق، لا يتبع شغفه، حتى إنه ومن أجل التحصيل العلمي يتخلى عن كل موهبة، ويسمح بها مفرطاً، لكن طريق الحياة يكون معاكساً ومختلفاً، ولا تسير الأمور كما كان يشتهي، وتتغير لغة السوق ومتطلباته، فيجد من كان خلفه في الصف متقدماً عليه في دروب الحياة والنجاح، ويظل هو بين خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الخلف حتى تنهكه الظروف، ويتمنى لو كُتِبت له العودة إلى سنوات مضت من جديد ليلتفت إلى نفسه، لا إلى تحدي نفسه!
- شاهدتُ إنجليزياً يدعو زوجته للتباري معه في لعبة البلياردو، دخلوا فرحين متفاهمين، لا قال هو: بخليها تغلبني، علشان ما تزعل وتبرطم ونرجع البيت مبسوطين! ولا هي قالت: ورفجة ما أخليه يغلبني هالتعبان! كان الإنجليزي يشجع زوجته في كل لعبة، ودائماً ما يقول: «كود شوت دارلنغ»، شوف العربي لو غلبته حرمة، حتى لو كانت حرمته، بينطر لها بتلك العين، وبيتم يحدق في الأفق مثل التائه، تقول فعلت شيئاً محرماً، أو تعدت تاء التأنيث على جمع المذكر السالم، وأصابته في مقتل، يا أخي.. خذها «إيزي» مثل ذلك الزوج الإنجليزي!
- ليس ألذ من حكمة تذوب في الفم، وليس أطيب من نفس طيّب يجول في أركان البيت، وليس أجمل من خضرة تكحل هدب العين، فليت شيئاً من عسل وعنب، ونخل كثير، يظل تباشير لصباحاتنا التي وجهتها الخير والحب دائماً.. وأبداً.