- هناك أناس يعدون القميص الأبيض أيقونة الرجولة، رغم أنك لا تستطيع أن تقدر قيمته الحقيقية، لماذا هل هذا القميص يسكن تحت كل بدلة رجالية؟ ومن هو أول من قرر علينا هذا القميص الأبيض منذ أيام المدرسة الابتدائية، الأول ما في عندنا روضة، نحن زين دخولنا المدرسة، الروضة على أيامنا أكيد منقود، المهم أعتقد أن القميص الأبيض ما «يداني لحْلاط»، لذلك أقرّه الإنجليز على الموظفين العموميين وفي المصارف، وخالفهم الأمريكان وجعلوا من القميص الأزرق الفاتح هو القميص الرسمي للبدل، طبعاً الفرنسيون والإيطاليون أعطوا لهذين القميصين الرسميين قصات وياقات وأزرار وربطات عنق ليعطوا لهما الروح الشبابية، ويخلقوا لهما فرحاً ملوناً من نوع آخر، وقبضوا لابسها شنطة جلدية وقالوا له: اسرح، والرزق قدامك!
- يا أخي ما تشوف واحداً إلا وعنده مشاكل في الجبهة، وإلا في مقدمة شعر الرأس، فلا تعرف هل كانوا هؤلاء يناطحون الجدران في صغرهم، وإلا شو القصة؟
- الله لا يبليك وتكون مسؤول عن تعبئة الوقود في الطائرات، تراها مهنة ولا أتعب منها إلا الدخول في القبر توسد المرحوم اللبنة التي تحت رأسه، من شروطها أن تكون «سامباتيك» ومن وزن خفيف الريشة، لأنهم يدخلون في أنابيب لا تتسع لطفل رضيع، ليتأكدوا من أي تسريب، رأيت فيلماً عنهم، فضاق نَفَسي، وكدت اختنق مكانهم، ونحن ما نعرف إلا تلك «التفيزيرة» في المقصورات التي هي في الأساس معدة لرجال الأعمال، «مب ناس هتليه، وشغل ما ميش، واعتقد وريثما ولا مندوحة»!
- لو اتفقت أنا والصديق «محمد المر» على كتابة عمل فني يخص السياحة الخليجية في المدن الأوروبية أو «سياحة أوروبية بطريقة محلية»، وكيف الجماعة إما مندهشين، وإما غير حافلين، ولا مهتمين بغير الشارع الرئيسي، ومقاضي السفر، ولا يخصهم إذا كان «لويس السادس عشر» أو «لويس ابن إبليس»، المهم أنه ليس «لويس ترند» أو منهم جماعة من الذين يخطفون على المعارف والمعالم التاريخية، ولا يعرفون ساسها من رأسها، مثل الذين يزورون بانكوك ثلاث مرات في السنة، ولو سألته عن اسم مطار بانكوك، لرأيته «يلجّ لجّة عوفة» غير قابلة للتأويل، المهم مع «أبو أحمد» المثقف بامتياز، حينما نلتقي لا نخلي لا حاثرة، ولا باثرة، نتم نهيل ونكود، ونقصاها من ردوم إلى ما دون الباطنة، فتخيلت شيئاً مثل هذه الفقرة من المقامة الخليجية: «عاد ودنا نروح هذيج البلاد، بس غربلهم الله شايفين عمارهم، وبلادهم غالية على ماميش، ونحن غوازينا ضاربين بهن قَبّ وخصّين، لا ويارك الله، كلهم من الدهرية إلا السابع عشر، والسادس عشر، وماري أنطوانيت أم عقصين، ونحن حليلنا إلا أم الدعاسج وأم أربع وأربعين، وأم كنت، ويا الله يا الله نصابي عمارنا، وين عاد عندنا فريخات تيضّ من الفجر، وتزغّ من تنشّ، ترانا لا كماهم ولا شرواهم..»!