العلاقة بين البشر يسبقها الحب، ويلفها السلام، ويعقبهما استثمار للطاقات، واستدامة لأحلام صناعة اقتصاد قائم على المصالح المشتركة، والقواسم السياسية الواحدة.
هكذا تنطلق الإمارات نحو العالم، وهكذا تؤسس علاقاتها مع الشعوب، كما مع الحكومات، وهكذا تطلق مشاريعها الكبرى لتحقق أعلى منسوب نهضوي في المجالات المختلفة.
منذ التأسيس والإمارات تسعى جاهدة لتلافي الاصطفافات السياسية، منتهجة بذلك سياسة الأذرع المفتوحة لكل من يشاركها حلم العودة إلى أحضان أمنا الأرض، وكل من يسحّ العرق من أجل بناء صروح ثقافية وعيها مدموج بوحدة المصير، فعلى مدى القارات الخمس لا يوجد هناك حواجز طبيعية، ولا تضاريسية، بل إن المحيطات مفتوحة على المدى، والأرض تبسط جناح مودتها، وعلى كل من يريد الازدهار أن يكون حاضراً في المشهد الإنساني الأكبر من الحدود الجغرافية، والأوسع من النعرات، والأجمل من كل الشعارات، والأزهى من النمارق المصفوفة سهواً.
هذه هي الإمارات، تبدو اليوم على مساحة شاسعة من تراب الله، أيقونة تلمع بمشاعر أهلها النقية، وسياسة حكومتنا الرشيدة، المترفة بالحكمة والرشاد ونفاذ البصيرة، وانفتاح الوعي.
هذه السياسة هي التي أسست لجماهيرية عالمية تكن كل الحب لدولة تصنع الحب ولا تنتظر مجيئه، وتبني الشفافية، ولا تتحدث عنها، وتخلق المعرفة لشكل العلاقات بين الدول ولا تقرأ عنها فحسب.
هذه هي جبلّة دولة أسس صرحها زايد الخير، طيب الله ثراه، وعلى نهجه ومناقبه تسير القيادة الرشيدة، معتصمة بحبل المودة لتراث عريق، أنيق، لبق، ومن دون مواربة، تحتكم الإمارات دوماً إلى العقل، ليحكم قبضته على الحقيقة، حقيقة أننا مسؤولون عن سلام العالم، ولا سلام من دون حب، ولا حب من دون وعي بأهمية الحب، ولا وعي من دون الانتماء إلى المبادئ التي جاءت بها فطرة الإنسان مما جعله محور الكون وراعيه كما قال الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر، وسواه من فلاسفة الحرية، ومفكري التنوير في العالم.
88 % من المخالفين الذين عدلوا من أوضاعهم، فضلوا البقاء في الإمارات، وهذه شهادة ترسم صورة الحياة في الإمارات، والعلاقة السماوية التي انبنت على هذه الأرض الطيبة، وكيف يرى هؤلاء المقيمون الحياة هنا مقارنة بحياتهم في أي مكان آخر.
ونحن عندما نتكلم عن سلامة الحياة في بلادنا، وقوة السلام بين فسيفسائها الاجتماعية، إنما نشير إلى ذلك الشرشف المحمول على أكتاف حقيقة هذا الواقع، وشكله، ومضمونه، ولا يمكن أن يقبل الناس الاغتراب عن بلدانهم، إلا إذا رضوا بما يجدونه في المكان الآخر، من نعيم الحياة، وبذخ الحب، وترف الابتسامة التي ترفرف على كل جبين، ووجنة.
فهذه هي الإمارات، لا تحتاج إلى الكتابة عنها، بل إن ما تسفر عنه شهادة الآخرين هو الأجدر والأجدى والأنصع والأهم، لأنه يخرج من ضمائر، ومن دون رتوش، ولا تنقيش.
هذه هي الإمارات، بلد نشأ على الحب، وكبرت شجرته، وتفرعت غصونه، فظللت قلوب القريبين، والبعيدين، وبكل عفوية وأريحية.