كان صباحاً مكللاً بالحب، وكان لقاءً متوجاً بالحميمية، وكان حواراً منسقاً بمنمنمات لغة الشفافية، وكان تحليقاً، بأجنحة الود، وكان لحناً مدوزناً بلغة الأحلام الزاهية، والأهداف رفيعة المنسوب المعرفي، وكان يوماً فيه تعانقت الورود منقوشة على شفاه عشاق عرفوا منذ البدء بأن اتحاد الكتاب، هو بيت الجميع، وهو شراع السفر باتجاه الأفق، تفرده عقول آمنت بأن الوعي بأهمية الاتحاد هو النسق، وهو الأفق، وهو الحدق به نرى العالم، وفيه تتكون علاقتنا بالحياة، وعلاقتنا بالآخر.
هكذا كان يوم الأحد، توحدت فيه الإرادة، والتأم الشمل على فكرة واحدة، وهي أن الاتحاد بيت الجميع، وأن عضو الاتحاد فرع من فروع الشجرة الكبيرة، ولكي تستمر الشجرة في العطاء لا بد وأن ترتوي جميع الفروع من نهر واحد، من عزيمة البناء والتعاضد والتضامن من أجل اتحاد كتاب، يفتح صفحاته على الحياة بفرح القواسم المشتركة، ويقرأ قصيدة الحلم بعينين في بريقهما لمعة الحب لهذا البيت الكبير، لهذا الوعد، هذا العهد، هذا السعد، هذا النجم في داره تأتلف الكواكب، وتجتمع الأفئدة على هدف واحد، ألا وهو أن يبقى الاتحاد دوماً الشمس.
في فلكه تدور الأقمار، ولا بديل للاتحاد سوى الاتحاد، وهو المزمل بمشاعر عشاقه، هو المدثر بحب كل من يعي بمعنى وجود اتحاد كتاب، يجمع الكل على كلمة سواء، وتحت عباءته تنطوي كل أخلاق أهل الدار، وقيم الإمارات، وثقافة أبنائها.
وبكل الحب، نهنئ أعضاء مجلس الإدارة، وأمنياتنا لهم بالتوفيق والنجاح، آملين أن تكون هذه الدورة استكمالاً لدورات سبقت كانت لبنة أولى لما بعدها، وهكذا نحن من التراكم نبني عروش المودة، ونشيِّد حلم كل كاتب يعيش على هذه الأرض الغالية، فأنا لست مع الذين يشمرون السواعد، فقط للإدانة وتوجيه النعوت للماضي، فالماضي هو جذر الحاضر، والحاضر يستفيد حتى من سلبيات الماضي ولا عيب في أن نخطئ، ولكن العيب هو التمادي، العيب هو تغطية السماء بمنخل، وجميع إخواني وأخواتي في هذا الاتحاد يأملون من مجلس إدارة الاتحاد الجديد كل خير، وهذا المجلس جدير بالثقة، ويستحق منا كل تقدير واعتزاز وتجاربه الماضية تؤكد أن الريادة له دائماً في إنجاز متطلبات الاتحاد، واحتياجات أعضائه، من دعم وتشجيع، وتثبيت القدرات وتنميتها، وتعزيزها عبر الندوات والمحاضرات والورش الثقافية، والمحفزات الإبداعية وأهمها الجوائز، وأعتقد أن فريق العمل في مجلس الإدارة الجديد على وئام معرفي وثقافي وانسجام في مختلف المواقف التي تستحق النقاش والحوار.
هذه الكوكبة، قلادة جديدة يرتديها اتحادنا وثقتنا بها كبيرة، والمهم في الأمر ألا يكون دور الأعضاء هو التحفز فقط لتوجيه النقد، وإنما الأمر المهم هنا هو مد الأيدي وتقديم الأفكار، والاقتراحات، والتعاون من دون مشاعر مسبقة، تكدر، ولا تنور، تقتر ولا تفجر الطاقات، وكم يحتاج اتحادنا إلى جميع أعضائه، وكم يحتاج إلى الوقوف كتفاً بكتف من أجل صرح هو منارتنا، وهو شعاع النور الذي يؤدي بنا إلى فضاءات البناء، وسرد الحكاية من أول الأبجدية حتى آخر حروفها، وهي أننا أبناء الإمارات، يجب أن يكون اتحاد كتابنا بمستوى اتحاد دولتنا الحبيبة، والله الموفق.