منذ فجر الاتحاد، منذ أن بزغت شمس التلاحم بين ضلوع الوطن، كانت المرأة في المشهد بريق النجمة، ووشوشة الغيمة، وسرد الموجة في ضمير الماء والتراب.
يوم الأربعاء، يوم مؤتمر القلوب التي تكتب بحبر المشاعر الجياشة، تاريخ يكمل تاريخاً ويسجل لتاريخ على صفحات المجد المجيد، وعلى سبورة الحياة تكتب المرأة عنواناً لأشجان تملأ الكون صدى، وتثري حقيبة الوطن بمنجزات مبهرة، ومهارات مبهرة، وجهود حثيثة بارعة، وأعمال يزدهر بها الوطن، وتزهر حقوله، وتزهو جداوله.
يوم الأربعاء تجتمع الحرائر على مائدة الأحلام الواحدة، والطموحات الموحدة، والأهداف التي تفتح طرائق، وطرقاً، كي يمر القطار، من هنا، من أرض الإمارات، بلاد زايد الخير، طيب الله ثراه، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، يطوق كل خطوة، وكل خطة، ويتوج الرؤوس بأكاليل من المجد، ومن تيجان ورود الفرح، ونخوة النصر بتحقيق ذروة النجاحات في مختلف المجالات والصعد.
في مؤتمر المرأة، تبدو الطاولة مستديرة، وتبدو الكفوف معقودة على زمام المستقبل بكل شجاعة وصرامة وحزم، وللمرأة تاريخ في هذه الأشواق، حيث المرأة كائن ذو كيان له سماته في تحمل الأعباء وشق طرق الحياة من دون كلف أو تخلف، بل بشغف حب الحياة سلكت المرأة رمالاً، وصحاريَ، واجتاحت بعاطفتها الجياشة، هضاباً، وشعاباً، بحثاً عن بريق الحياة، ونبشاً في أسرار البقاء من دون وهن ولا عهن.
هذه هي المرأة اليوم، تسير بالقافلة متقدمة الصفوف، منسجمة مع نفسها، مستلهمة من قراءتها للحياة، دروساً وعبراً، فهي مستمرة في عطائها، ذاهبة إلى محيط البناء والتشييد، وفي عينيها بريق الأمل، وشعشعة النهار المفتون بتغاريد الطير وهو يحلق صباحاً، بحثاً عن قمحة الحياة، مرفرفاً بأجنحة التألق، وبصيرة العفوية، وفطرة الجبلة.
الأربعاء يوم المرأة في مؤتمرها على أرض الخير. الإبداعات المذهلة، بلاغة صنع المستقبل، بكل جدارة، وتفوق واستثنائية.
يوم الأربعاء، يوم من أيام المرأة العاملة، المدبرة لشؤون الوطن، وما يحتاجه من شفافية الأنثى، وماهرة الأنوثة، في القبض على التفاصيل، والإمساك بلجام خيل المعرفة، بحنان كقوة الجذور في أتون الأرض، وصلابة الأشواق وهي تسقي الأغصان بأناة وتؤدة، وتمنح الحياة أجنحة التحليق وأشرعة التألق.
يوم الأربعاء، يوم فيه المرأة تصرح عن فعل، ببوح الأفئدة المعقودة على حب تاريخي، بدأ ببداية الخلق ولا نهاية لحب المرأة لذاتها وذات الآخر على حد سواء.
تشد المرأة الرحال إلى مضارب المستقبل، وفي عينيها تبرز فطرة العطاء بلا حدود، ونبرة التصميم والإصرار على إعلاء كلمة الوطن في ربوع عشاقه، ومحبي ترابه.