الموهبة بذرة النخلة أزل عنها القشرة تصير في المستقبل القريب شجرة عملاقة لها جذور في الأرض، وفي السماء فرعها الأعلى.
هكذا تراهن الشعوب على المواهب، وهكذا تزرع الحكومات بذوراً لتجني ثمار التعب مستثمرة بذلك ملكات وقدرات وإمكانات تعضد خيمة الوطن، وتساند تطلعاته، وتمد طموحاته، بقوة التألق، وتألق القوة، تكون في المدى مصابيح نور واستنارة وتنوير، تكون في الأفق كواكب تسبح في الفضاء، وأفلاكاً تخوض غمار الحياة بأشرعة العلم، ومفاتيح المعرفة وسنابل الوعي.
اليوم في الإمارات، تعمل القيادة الرشيدة على تأسيس منظومة ثقافية عالية الجودة، قوامها الوعي بأهمية العلم وضرورة التعلم، كون الحياة سفينة والعلم مادتها السائلة التي تجعل من موجة الظروف مداً بحرياً، تستمد منه سفينة الوطن يراع التاريخ وما يستلزمه الوطن من أدوات التطوير، ومادة التطور.
في الإمارات، تمضي سفينة التطلعات إلى العلا، وتصعد بالطموحات إلى حيث تكمن حقيقة الحياة ومطالبها واحتياجاتها، وأسس تقويم الظروف بحيث تصبح سلسة ملائمة للنهوض، والنشوء، والترقي.
المواهب هي اليد اليمنى التي بها تتم عملية كتابة التاريخ بفصاحة المعطى، وبلاغة المنجز، ونبوغ عشاق المجد.
المواهب هي القلم والمسطرة، التي تحدد جغرافية التفوق، وتحقيق الإنجازات العظيمة لأي بلد، ومهما بلغت المصاعب، وتراكمت العقبات تبقى المواهب المدعومة بقوة هي المصدّات، وهي الدروع السميكة التي تحفظ الود بين المجتمع والاستثنائية في إنجاز ما هو لافت، وما هو ذو قيمة إنسانية.
الإمارات اليوم اخترقت حاجز الصوت في مختلف المكتسبات الوطنية، واستطاعت أن تصل إلى قمة الجبل، بذراعين صارمتين، ذراع الموهبة، وذراع الوعي الحكومي الفذ، والجاهز في كل الظروف لدعم البراعم، وتعزيز قدراتها وتمكينها وتأسيسها على قواعد علمية وثيقة وثابتة وحازمة وجازمة ترقى إلى مستوى النجوم في السماء، وتنهض بالشباب إلى أعلى المناسيب العلمية، والأدبية.
الإمارات اليوم الدولة ذات الباع الطويل في مختلف المجالات وقد تجاوزت حدود الاستهلاك، محققة درجات عالية في الإنتاج، إنتاج ما يكفي ويفيض في مختلف ميادين الإبداعات الزراعية والصناعية والتجارية، لأنها تمتلك قائمة وفيرة من شبابها المبدع، شبابها الخلاق، شبابها المتفاني من أجل اكتساب العلم، وقطفه من أعلى الأغصان، تعززه رؤى حكومية آمنت بالتميز، ووثقت بقدرات أبنائها.