لا أستطيع أن أخفي إعجابي بفريق الهلال «زعيم» الكرة السعودية، لا بسبب ألقابه المحلية والقارية وما أكثرها، ولا بفضل نجومه الذين يشكلون دائماً معظم عناصر المنتخب السعودي، ولكن لسببين، الأول قدرته على استمرارية حالة النجاح والتوهج لعقود طويلة، والثاني نجاحه في تحويل الإخفاق إلى مزيد من النجاحات.
تابعته «على الطبيعة»، وهو يخسر أمام الأهلي المصري برباعية نظيفة، في مونديال الأندية بأبوظبي، وهي الخسارة التي أطاحت مدربه جارديم، وفي البطولة التالية بالمغرب، تجاوز فلامنجو البرازيلي، في نصف النهائي، وواجه ريال مدريد في المباراة النهائية، ليصبح ثالث فريق عربي، ينال شرف الظهور في النهائي، بعد الرجاء عام 2003، والعين في بطولة 2018.
وفي نهائي البطولة العربية للأندية التي استضافتها المملكة العام الماضي، خسر الهلال أمام شقيقه النصر في المباراة النهائية، ورد الهلال على تلك الخسارة، بالفوز على النصر في كل المواجهات اللاحقة بين «الزعيم»، و«العالمي»، باستثناء تعادل واحد، وآخرها الفوز برباعية مقابل هدف، في نهائي كأس السوبر، رغم أن النصر كان متقدماً في الشوط الأول بهدف، وفشل «الدون» كريستيانو رونالدو ورفاقة في فك طلاسم الهلال، حتى إشعار آخر. وعندما ودع الهلال دوري أبطال آسيا على يد العين، انطلق مجدداً، مؤكداً أن الفرق الكبيرة تمرض ولا تموت، وأتى على الأخضر واليابس، مكتسحاً كل البطولات المحلية.
إنه «الموج الأزرق» الذي لا يعرف سوى لغة الألقاب والبطولات.
×××
ماذا يحدث لـ «البيت الأبيض» الزملكاوي، ورغم أن الكل يعرف مدى صعوبة مهمة الإدارة الحالية بسبب «فواتير الماضي»، إلا أن الموقف يزداد صعوبة، إزاء بعض القرارات الأخيرة، منها الانسحاب أمام الأهلي، وكان ذلك القرار أكبر خدمة للقلعة الحمراء، وأسهم بشكل أو بآخر في تتويج الأهلي باللقب الـ 44، كما كان قرار مشاركة الفريق أمام طلائع الجيش في الكأس بمجموعة من اللاعبين الصاعدين، وراء خسارة الفريق، وخروجه من البطولة، رغم أن كل الظروف كانت مهيئة، لأن يذهب بعيداً في المسابقة في غياب الأهلي.
×××
رحم الله الأخ والصديق والزميل حمدي نصر، رئيس القسم الرياضي الأسبق بـ«الاتحاد»، والذي أشرف بعد ذلك على الملحق الديني، وعلى صفحة الزراعة، قبل أن يتفرغ لتوثيق التراث الإماراتي من خلال مجلة «تراث»، وكان في كل مسيرته الحافلة بالنجاحات، نموذجاً للمهنية العالية ودماثة الخلق.
إنا لله وإنا إليه راجعون.