• لا أدري ما هو المعنى أو الفائدة المرجوة أو الشيء المهم الذي يمكن أن ينفع الطلبة من أن تقرر مدرسة عمل امتحان لطلبتها في أول يوم دراسي؟ ما هكذا تستقبل المدارس طلبتها، هل هو دليل الصرامة أم المنفعة أم ادعاء لاتباع المنهج الدراسي الأجنبي المصنف الأول على مستوى المدارس الإسكندنافية مثلاً؟ ترا مب كل الطلبة بيظهرون أحفاد «انشتاين»، خفوا عليهم شوي تراهم كانوا في إجازة وراحة!
• بعد هذه الإجازة الصيفية القصيرة، ستبدأ معاناة الأهالي مع أولادهم، ومع الكثير من مدارسهم، وساعاتها الطويلة، وامتحاناتهم الكثيرة التي لا تتناسب معهم، وأعمارهم، ولا تتناسب مع التعليم الحديث، يشعرني أهالي هذا الجيل الجديد بأنهم يدرسون مع أولادهم، ويمتحنون معهم، ويراجعون لهم واجباتهم المدرسية، لقد تحولوا لطلاب في أعمارهم المتقدمة، والسبب نُظُم التعليم المختلفة، والتجارب المتعددة التي نحاول أن نكيفها لتتلاءم مع بيئتنا ومجتمعنا، والتساؤل.. ألا يمكن أن نبتكر لنا منهاجاً تعليمياً، ونظاماً دراسياً نابعاً منا، ويصلح لأبنائنا ومستقبلهم، ويسمح للأهالي بالتقاعد من التعليم في الصغر والكبر!
• لماذا، حين نعود إلى المدن الحاضنة للولادة البكر، والمدن التي كانت مرتع الصبا، نشعر كلما دخلناها برائحة الطفولة، ودفء الأمهات، وتلك الطمأنينة التي تتسرب للصدر، جاعلة من يومنا شيئاً مختلفاً، وزارعة الأمل من جديد فينا؟ هل هي سكينة المهد، وفرحة الدهشة الأولى، وتعلم أبجديات الأشياء؟ لا شيء يعدل مسقط الرأس ذلك الذي يبقى عزيزاً في الداخل، ومسافراً معنا في الخارج، وحين ترجّنا خطوات الحياة، لا نتذكر شيئاً مثلها، ربما لأنها المهد، وربما هي اللحد!
• لا أدري لِمَ حين نلتقي المثقفين وأرباب المعارف، تظهر أول ما تظهر عليهم خطوط التعب والمعاناة، والشكوى من حالنا، وما صار إليه مآلنا؟ ثمة حالة من عدم الرضا عن واقعنا، وخشية من المستقبل، وخوف من ضياع هويتنا، هل هم محقون في نبرة التوجس، ولا نقول التشاؤم؟ لا فرح يبدو على محياهم، وكأن كل أعمالنا إلى سراب، وخططنا مصيرها العبث والعدم، هل قراءاتهم صحيحة للواقع؟ أم أن هناك أفقاً، ونوراً أمامنا، لا يرونه بفعل التراكمات القديمة، والانكسارات والهزائم المتعاقبة، وبفعل القطيعة بينهم وبين الجيل الجديد، وبينهم وبين التكنولوجيا!
• على من تقع مسؤولية إفهام الناس وإرشادهم وتوعيتهم بأي قانون أو قرار صادر، في الزمان البعيد كان الحاجب والمنادي هو من يقوم بهذه المهمة، ويوصل الرسالة للمتلقين، اليوم ليس هناك من شيء غير وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمُشَاهدة، ويمكن هنا أن نستثني وسائل التواصل الاجتماعي، لأنها قد تقوم بدور مغلوط، أو تكون مضللة أحياناً، لكن وسائلنا الإعلامية نراها مقصرة في بعض من أدوارها التوعوية أو ما يمكن أن نسميه حكايات خلف الخبر، فمثلاً قانون الضرائب، والتعديلات عليه، لِمَ نترك الناس في حيرة؟ ويفسرون الأمور على هواهم، ويحدث الغلط واللغط، أو نترك لمكاتب استشارية وقانونية غير مدركة طبيعة المجتمع عندنا، مثلما حدث مع هيئة الضرائب الاتحادية مؤخراً؟ لِمَ تغيب الهيئات والمؤسسات، وتكتفي بالموقع الإلكتروني أو بالرد الآلي؟ لماذا لا نذهب لأسئلة الناس، ونجيب عنها، ونتجاوب معها؟