انحازت باريس عاصمة «بلد الجن والملائكة»، كما سمّاها عميد الأدب العربي طه حسين، للكرة العربية، ومنحتها بطاقة التأهل إلى نصف نهائي الأولمبياد، بصعود منتخبين عربيين للمرة الأولى إلى «مربع الذهب»، بعد أن أجهزت الكرة العربية، عن طريق منتخبي مصر والمغرب على ممثلي الأميركيتين في ليلة واحدة، وبدأها «أسود الأطلس» الذين قهروا المنتخب الأميركي برباعية ولا أروع.
وأكمل منتخب مصر المهمة، بإنهاء مهمة منتخب باراجواي بطل أميركا الجنوبية بركلات الترجيح، ليضرب «الأسود» موعداً مع «الماتادور» الإسباني، بينما يواجه «الفراعنة» منافسه «الديك الفرنسي» اليوم، أملاً في تأهل المنتخبين معاً إلى النهائي «الحلم».
وأثبتت مباريات الأولمبياد أن الكرة المغربية تعيش أزهى فتراتها في عصر فوزي لقجع، وها هي تتأهل لنصف نهائي الأولمبياد، بعد عامين فقط من تأهلها التاريخي إلى نصف نهائي المونديال، فضلاً عن فوز الدوري المغربي، بلقب أفضل دوري في أفريقيا، قبل أن تنال شرف استضافة مونديال 2030 بمشاركة إسبانيا والبرتغال.
ولأن الجامعة المغربية زرعت في نفوس اللاعبين ثقافة الانتصار كان الفوز على الأرجنتين، في بداية المهمة الأولمبية، وأنهى «الأسود» الدور الأول بالفوز على العراق بـ «ثلاثية» في نصف ساعة، وفي الأدوار الإقصائية، أشعرك منتخب المغرب أن المهمة تبدو سهلة بالفوز على أميركا برباعية مع الرأفة، ونجح النجم الكبير أشرف حكيمي في قيادة الفريق إلى «مربع الذهب» بكل كفاءة واقتدار، بينما كان النجم سفيان رحيمي على موعد مع لقب جديد بصدارة هدافي الأولمبياد، بعد شهور قليلة، من فوزه بلقب هدّاف آسيا، عندما أدى دوراً محورياً في فوز «الزعيم» العيناوي باللقب الآسيوي لثاني مرة في تاريخه، أما منتخب مصر فقد تأهل إلى نصف النهائي بعد 60 عاماً من الانتظار، برغم أن المنتخب واجه ظروفاً صعبة للغاية، بتفضيل بعض الأندية المنافسة على بطولة الدوري، بدلاً من السماح لبعض لاعبيها بدعم المنتخب، حتى إن منتخب مصر هو الوحيد الذي يشارك في البطولة بلاعبين اثنين فقط فوق السن.
×××
بتأهل منتخبي مصر والمغرب، تكون الكرة العربية قد ضمنت الفوز بميدالية، نتمناها ذهبية، إن شاء الله.
×××
لم تحقق الكرة الآسيوية أدنى طموحاتها، بوداع منتخبي أوزبكستان والعراق من الدور الأول، وخروج منتخب اليابان بطل آسيا «صاحب العلامة الكاملة في دور المجموعات»، من ربع النهائي، بينما تأهل بطل أفريقيا ووصيفه إلى «مربع الذهب»!